
أكد ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي، أن أطروحة السودان الجديد، رغم أهميتها، لم تتجاوز حدود العموميات والشعارات، حيث قدمت إجابات على أسئلة كبرى دون أن تتضمن برنامجًا تفصيليًا واضحًا.
وفي مقال له بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحركة الشعبية الأم في 16 مايو 1983، أشار عرمان إلى أن الفكرة الأساسية للسودان الجديد واجهت تحديات كبيرة نتيجة لمكر المركز وتآمره، مما حال دون بناء جبهة قوية تضم المهمشين من الريف والمدينة، وهي جبهة كانت ضرورية لتحقيق المهمة التاريخية وتنفيذ مشروع وطني جديد.
وأوضح عرمان أن الرؤية التي تم تقديمها تحت شعار السودان الجديد لم تكن كافية لتوحيد الجهود وتحقيق التغيير المنشود، بل على العكس، فقد تم استغلال هذه الرؤية كأداة للانفصال بدلاً من أن تكون وسيلة لإحداث تغيير جذري في البلاد. هذا الاستخدام غير الفعال للفكرة أدى إلى تفتيت الجهود المبذولة نحو تحقيق الوحدة الوطنية، مما زاد من تعقيد الأوضاع السياسية والاجتماعية في السودان.
في ختام مقاله، دعا عرمان إلى ضرورة إعادة النظر في الاستراتيجيات المتبعة، مشددًا على أهمية بناء تحالفات حقيقية وقوية بين جميع الفئات المهمشة، سواء في الريف أو المدينة، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية. وأكد أن العمل الجماعي والتخطيط المدروس هما السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الفعلي الذي يحتاجه السودان، بعيدًا عن الشعارات الفارغة التي لا تعكس الواقع المعقد الذي يعيشه الشعب السوداني