
متابعات سودان لايف نيوز – تعرّض الصحفي والمصور السوداني إبراهيم نقد الله لمحاولة اغتيال بوحشية في العاصمة المصرية القاهرة، على يد مجموعة من الشباب السودانيين، في هجومٍ يَكشِف عن تداعيات خطاب الكراهية المتصاعد بسبب الحرب الأهلية في السودان. الحادثة، التي وقعت في 16 مايو 2025، أثارت صدمةً واسعةً وسط النشطاء والصحفيين، خاصةً مع تدهور حالة نقد الله الصحية جراء الإصابات الخطيرة التي تعرّض لها.
تفاصيل الهجوم: اتهامات كاذبة وعنف مُمَنهَج
وفقًا لرواية نقد الله على صفحته فيسبوك، تعرّض للهجوم بعد أن اتهمه شابٌ سوداني (يعرفه منذ سنوات) زورًا بالانتماء إلى **قوات الدعم السريع** وادّعى أنه مسؤول عن مقتل شقيقه. رغم نفي نقد الله لأي صلة بالصراع المسلح، قام المهاجمون بضربه بوحشية باستخدام **الكراسي والطاولات**، مما أدى إلى:
– كسر ضلع في الجانب الأيسر من صدره، تسبب في صعوبات تنفس حادة.
– جروح عميقة في ساقه، تتطلب علاجًا مكثفًا.
– صدمة نفسية جراء العنف الجماعي الذي استهدف حياته دون مبرر.
خلفية الهجوم: خطاب الكراهية وانقسام المجتمع السوداني
نقد الله يُرجع الهجوم إلى تأثير الدعاية الحربية التي حوّلت الخلافات السياسية إلى عداء شخصي وعنف جسدي. وأوضح أن المهاجم الرئيسي — رغم عدم وجود خلاف سابق بينهما — بدأ بإرسال رسائل تحريضية وشتائم عبر “الماسنجر” بعد اندلاع الحرب، مما دفعه إلى حظره. هذه الواقعة تُظهر:
1. تسيس الهويات: تحوّل الانتماءات السياسية أو العسكرية المفترضة إلى ذريعة للعنف، حتى خارج حدود السودان.
2. انهيار الثقة بين الأفراد: اختزال العلاقات الاجتماعية في انقسامات الحرب، رغم عدم مشاركة الكثيرين (مثل نقدالله) في الصراع.
3. تأثير الحرب على الجاليات السودانية: تصاعد التوترات داخل المجتمعات السودانية في المهجر، كما حدث سابقًا في مصر والإمارات.
تداعيات الحادثة: حرية الصحافة وسلامة النشطاء على المحك
الحادثة ليست معزولة، بل تأتي في سياق تصاعد الاعتداءات على الصحفيين والنشطاء السودانيين، سواء داخل السودان أو خارجه، حيث تُستخدم التهم الجاهزة (مثل “التعاطف مع الطرف الآخر”) لتبرير العنف. نقد الله — المعروف بتغطيته المحايدة ودعوته لوقف الحرب — يُعدّ ضحيةً لسياسة التخوين التي تُمارسها أطراف النزاع.
المطالب العاجلة:
1. **تحقيق عاجل**: يجب على السلطات المصرية التحقيق في الحادثة ومحاسبة الجناة، خاصةً مع وجود أدلة (مثل كاميرات المراقبة في المقهى).
2. **حماية الصحفيين السودانيين في المهجر**: مطالبة المنظمات الدولية (مثل “مراسلون بلا حدود” و”المنظمة العربية لحقوق الإنسان”) بالضغط لضمان سلامة النازحين السودانيين المعرضين للخطر.
3. **مواجهة خطاب الكراهية**: دور الإعلام والمجتمع المدني في تفكيك الروايات المغلوطة التي تروج للعنف.
4. **دعم نفسي وقانوني**: توفير علاج شامل لنقدالله ومتابعة قضية الاعتداء قانونيًا.
رسالة نقد الله: “لا للحرب.. نعم للسلام“
رغم الألم، أكّد نقد الله في منشوره على رفضه للانحياز لأي طرف مسلح، ودعا إلى:
– وقف فوري لإطلاق النار في السودان.
– بناء دولة مدنية** تحترم التعددية والحريات.
– محاسبة كل من يروّج للكراهية، سواء عبر الخطاب أو العنف المباشر.
هذا الهجوم يُذكّر العالم بأن تداعيات الحرب الأهلية السودانية لا تقتصر على الداخل، بل تمتد إلى تشويه النسيج الاجتماعي حتى في دول الجوار. حماية الصحفيين مثل نقد الله ليست مسألة شخصية، بل معركة من أجل الحقيقة والكرامة الإنسانية.