تُظهر الأحداث الأخيرة في مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان تصاعدًا مقلقًا في انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما مع توسع الاعتقالات التعسفية التي تنفذها الأجهزة الأمنية والعسكرية دون سند قانوني. هذه الممارسات تتناقض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وتستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية.
أبرز الانتهاكات المبلغ عنها:
1. الاعتقالات التعسفية
– تستهدف الحملة الأمنية مواطنين عشوائيًا، بما في ذلك متطوعون في مجال الإغاثة الإنسانية، دون تهم محددة أو إجراءات قانونية واضحة.
– عمليات التفتيش القسري للهواتف المحمولة تنتهك الحق في الخصوصية، وقد تُستخدم لتبرير الاحتجاز بشكل تعسفي.
2. مضايقة العاملين في المجال الإنساني:
– اعتقال ثلاثة متطوعين من غرفة طوارئ كادوقلي (أحمد فيصل الزاكي، حسن بلندية، أبآذر داؤد) يُعد انتهاكًا صارخًا للحماية المكفولة للعاملين في المجال الإنساني بموجب القانون الدولي.
– تعرقل هذه الإجراءات جهود الإغاثة في منطقة يعاني فيها أكثر من **1.1 مليون نازح** من نقص الخدمات الأساسية.
3. تقييد عمل المنظمات الإنسانية:
– تعليق أنشطة 30 منظمة محلية ودولية في أبريل 2023 يُشير إلى سياسة ممنهجة لتقييد الحريات وعرقلة المساعدات الإنسانية، مما يفاقم معاناة المدنيين.
المطالب العاجلة:
– الإفراج الفوري وغير المشروط** عن جميع المعتقلين التعسفيين، وخاصة المتطوعين في المجال الإنساني.
– وقف المضايقات ضد المنظمات الإنسانية وضمان حماية العاملين فيها.
– تحقيق مستقل تحت إشراف الأمم المتحدة أو هيئات حقوقية محايدة للكشف عن دوافع هذه الاعتقالات ومحاسبة المسؤولين.
– ضغط دولي على حكومة السودان وحكومة ولاية جنوب كردفان لاحترام القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة (مثل القرار 2175 حول حماية العاملين في المجال الإنساني).
دور المجتمع الدولي:
يتعين على الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، ومنظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” تكثيف الرصد والتوثيق، ومطالبة السلطات السودانية بالالتزام بالتعهدات الدولية. كما يجب دعم الناشطين المحليين عبر حملات التضامن والمناصرة القانونية.
هذه التطورات تُذكر بالممارسات القمعية للنظام السابق، وتؤكد الحاجة إلى إصلاح حقيقي في قطاع الأمن السوداني. استمرار الانتهاكات في ظل حكومة انتقالية يُعد انتكاسة خطيرة لمسيرة الانتقال الديمقراطي والسلم الأهلي في السودان.