هروب الذات .. مصطفى الشافعي.
في رحلة الحياة هنالك محطه تسمى أو تدعى بالغربة في هذه المحطه تفاصيل عديده ومريره أشدها الماً هو ألم الفراق ( الموت ).
فذلك الشيء نفسه أنواع وأشده ألماً فراق الاحبة ، فذلك الشيء لم نجد له ولا ولم نستطيع أن نتأقلم معه ونتعايش معه ونستقبله ليس أعتراضاً منا على ما أراد الله، لا أبداً ولكن ضعف منا وفقد لأعز أشخاص في حياتنا والألم الحقيقي يتكمن هنا في غربتك…
هروب الذات
أهلاً بك في الجحيم هنا حيث يلتزم المقيمون بقاعدة واحدة ، الا وهي الموت البطيء إخلع معطفك عزيزي القارئ وأترك المجتمع عند باب الطائرة وأركن ماضيك في موطنك وتعال معي في رحلة هروب الذات ، نسيت ان أخبرك أنه عالم مسحور ، الجاذبية هنا ليست نحو الأرض بل نحو السماء ستشعر دائماً بقوة تسحبك إلى الأعلى ، تخيل معي الأن أنت تجلس في غرفةً مساحتها تمتد أربعة في أربعة شبيه بالسجن الإنفرادي في أحدى سجون الطغاة ، بداخلها أنت والظلام الهالك وكاساً من القهوة المريرة ، وتفكر مع اعقاب أنفاس دخان سجارتك الذي يخنقك في تلك الغرفة ، ولك أن تتقبل أن تتعايش مع هذا الوضع أو تشرد من كل شيء لانك فقدت كل شيء،
هروب الذات فاذاء واصلت
ستحاول مراراً وتكراراً بإقناع نفسك بأنك بخير دائماً مهما كانت الظروف الصعبة التي تمر بها . ولكن للأسف أنت ليس كذلك ، نعم ليس كذلك صدقتي لأنك الآن في وضع هروب الذات، هذا الوضع بداء تدريجياً معك من لحظة خروجك من مطار موطنك الذي لطالما حلمت أن تغادره ثم حدث بالفعل ذلك ولكن بداء بداخلك شخص جديد انضم إلى عالم المفقودين ، عالم المهجورين في إنعكاسات عوالم الغربة… العزلة … وتشنج المؤاساة وأرواح صلبه عطشه لم يطلها الا هروب الذات لكن الصبر فضيلة زمن الموت والفجيعة هنا .
ففي هروب الذات بإمكانك أن تغادر في أي وقت لمرة واحدة فقط ولك حرية الأختيار ، فأنا أحتفظ بحق العودة لنفسي بإمكانك أن تكون كل شيء وبإمكانك أن تكون لا شيء.
فخذ عالمي إليك ودعني أخبرك ربما تنجو وربما تغرق فى عالمنا هذا ، نعم أنه محفوف بالمخاطر والإنجازات ولكن روحك هنا لست بمأمن فاطمئن لأنك بلا روح
لا أعلم ماذا جاء بك إلى عالمنا هذا كما أنني لست متأكداً إن كنت ستفهمني بعد دخول عالمنا هذا أم لا ، ولكن أوصيك بشيء واحد الا وهو النسيان… عجيب هذا الأمر أليس كذلك، لكن هذا ما سيحدث يا صديقي صدقني إن الزمن سيتكفل بتقطيب الجروح الفائرة في قلبك ويجعلك تنسى كل شيء نعم كل شيئ حتى هولاء الذين كنت تعتبرهم ذات يوم كل شيئ .
