بروفايل ـ عبير
اختار رئيس الوزراء دـ عبد الله حمدوك ، رئيس حركة العدل والمساواة السودانية دـ جبريل إبراهيم وزيراً للمالية في الحكومة الجديدة ، فوجد تعينه في هذا المنصب قبولاُ كبيراً من الإسلاميين ،إذ يعتبر الإسلامي الوحيد في هذا الحكومة، فالبعض اعتبره تربي جديد للحركة الإسلامية،لكنه ظل يردد بأن الحركة لها مشروع سياسي منفصل من الجبهة الإسلامية .
▪️ أبرز أولوياته
وعد وزير المالية جبريل إبراهيم، في أول تصريح بعد تعيينه وزيراً مساء أمس الإثنين، وعد المواطنين بأنه “لن يغمض لنا جفن حتى نقضي على صفوف الخبز و المحروقات ونوفر الدواء المنقذ للحياة بسعر مقدور عليه”.
وأوضح جبريل في تغريدات على حسابه بتويتر، أن تعاون الشعب وسلوكه المعبر عن وطنيته و ايثاره للآخر، ركن أساسي لإنجاز هذه المهمة في اقرب وقت.
وأضاف أن “التكليف بحقيبة المالية والتخطيط الاقتصادي في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به وطننا العزيز مهمة عسيرة، ولكننا نعول على توفيق الله أولا، ثم على أرضنا المعطاءة، و تعاون شعبنا بكل قطاعاته، وشركائنا الاستراتيجيين في المحيطين الاقليمي و الدولي لوضع اقتصادنا في مساره الصحيح“.
وتابع وزير المالية في تغريداته “في استقرار اقتصادنا و نموه مصلحة ليس لأهل السودان فقط، و لكن ايضا لاقتصادات الإقليم و العالم. نمد أيدينا لرجال اعمالنا في القطاع الخاص، و نعشم في تعاونهم اللامحدود و بروح وطنية خالصة، لننتشل معا اقتصاد بلادنا مما آل اليه“.
▪️ سيرة ومسيرة
جبريل ولد في يناير 1955م في منطقة الطينة بولاية شمال دارفور، التي كانت وقتها تحت الادارة المصرية البريطانية،توفي والده وهو في الرابعة من عمره، فربته والدته، درس في جامعة الخرطوم، عقب تحرجه من الجامعة حصل على منحة في اليابان، قضى 7 سنوات، وأنهى الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد، وأصبح يتحدث اليابانية بطلاقة ، ثم عاد لاحقاً إلى السودان، قبل أن يتركها ثانية إلى دبي عام 2002 بسبب معارضته للحكومة الإنقاذ وقتها ، في دبي كان مستشاراً اقتصادياً لحركة العدل والمساوة لست سنوات، قبل أن يسافر للمملكة المتحدة عام 2006 حيث كان سكرتير الحركة للشئون الخارجية،وعمل أستاذ جامعياً، وجزء من فريق المفاوضات لحركة العدل المساواة في محادثات السلام الفاشلة التي عًقدت في أبوجا والدوحة.
وانضم جبريل إبراهيم للحركة الإسلامية هو في الصف الأولى بمدرسة الفاشر الثانوية، على الطاهر يوسف أبكر.
و تقلد شارة قيادة الحركة بعد رحيل شقيقه د-خليل ،وفي 21 يوليو 2019، أوقف الاتحاد الأفريقي قرار إثيوپيا القاضي بترحيل جبريل إبراهيم، زعيم حركة العدل والمساواة، بعد تلبيته دعوة من السفارة القطرية
▪️ تخفيف معاناة المواطنين
وقال الامين السياسي بالحزب الشعبي عبدالوهاب أحمد في تصريح لـ( سودان لايف) إن الهدف الرئيسي لوزير المالية المواطن وتخفيف اعباء المعيشة ، واوضح عبدالوهاب بان تخفيف الاعباء يتطلب العمل على تقليل وضبط المنصرفات سينعكس على العملة السودانية ، مضيفا الى زيادة مواعين الايرادات وضبط صرف الاموال والانفاق ، مبينا إن تحصيل الايرادات حسب تقرير وزيرة المالية تراجعت نسبة الايرادات الى 46% من مجمل 262% بسبب التسيب عن اداء الادارة والفساد المالي ، وشدد عبدالوهاب على وزير المالية إن يفرض سلطته على المال العام وإن يضع الشركات الحكومية تحت سلطه وزارة الماليه ، مضيفا الى اعادة واصلاح هيكلة الوزارة وخفض معدل التضخم والسيطرة على العملات الصعبه ، مشيرا الى زيادة الايرادات وخفض المنصرفات مما يساهم في تخفيف وطأة المواطن .
▪️ ترتيب اولويات
وكشف الخبير الاقتصادي د. محمد الناير لـ(سودان لايف) عن جملة من التحديات التي ستجابه وزير المالية الجديد جبريل إبراهيم من أهمها القدرة على إستقطاب موارد للخزينة العامة على مستوى المركز والولايات وتوظيف هذه الاموال بشكل جيد في مجال الانفاق وترتيب الاولويات وقال الناير ان الضغوط كثيرة جدا الانفاق لجهات متعددة الشكل وحده يكفي لوزير وأحد مهامه فقط وإن يكون هنالك وزير آخر يقوم بالتخطيط والتنمية ومتابعة القضايا التخطيطية طالما هنالك فصل للوزارات كان يجب إن تفصل وزارة المالية عن التخطيط وهو اجرى صحيح .
حكومة ترضيات
وأوضح الناير بان الحكومة للأسف تسعي الى تكوين حكومة ارضاءات سواء كانت ارضاءات سياسية أو قبلية أو مخاصصات أو الحزبية وننصحي الحكومة بمعالجة القضايا باعلانها عن الكفاءة بحيث اي جهة تشارك في الحكومة ان تختار من علمائها في من يوكل مهمته لها ، مشيرا الى ان هنالك تحديات كبيرة ستواجه القطاع الاقتصادي والحكومة الانتقالي ايضا في المرحلة القادمة متمثلة في الجهاز التنفيذي ويضم وزير المالية وكل الوزراء ليست حكرا على وزير المالية فقط.
واشار الى ان هناك تدهور في سعر الصرف مستمر بصورة كبيرة اصبح التدهور على راس الساعة يشكل خطورة والتحدي كبير وارتفاع معدل التضخم مما انعكس على السودان اكثر دولة ومن ضمن ثلاث دول على مستوى العالم تشهد معدل تضخم عالي وغير مسبوقة والتحدي كبير أمام الحكومة والقطاع الاقتصادي ووزير المالية تحديدا وعلى وزير المالية إن يوفر احتياطي من النقد الأجنبي ، مشيرا الى ان حكومة الفترة الانتقالية خلال الفترة الماضية اضاعت وقت ثمين في انتظار صندوق النقد الدولي والمنح والهبات والقروض .
▪️ الضائقة المعيشية
وقال الناير إن الاعتماد على الدعومات الخارجية امر يتعارض مع حديث رئيس مجلس الوزراء عند استلامه لهذه الموقع بعدم اعتمادهم للمنح الخارجية بل سوف نستثمر و امكانيات السودان من موارده الطبيعية ليخرج به من الضائقة الاقتصادية وعمل برنامج وطني لان الاقتصاد السوداني قوي فهو الثالث في افريقيا ، لافتا الى ان حديث رئيس مجلس الوزراء مقارنة بالواقع الحالي نجد بانه تم تنفيذ العكس ماتحدث عنه رئيس الوزراء ، فهنالك كثيرا من الاستفهامات ، وشدد الناير على وزير المالية الاهتمام بمعاش الناس ، وقال ان ثورة ديسمبر المجيدة التي اتطلقت 2018م إستطاعت إن تنهي حكم استمر ثلاثين عاما فهم نفسهم المواطنين الذين سيذهبون الى صناديق الاقتراع ويختارون من يريدون من الحكومات .
