
تقرير ـ سودان لايف
ظل الوضع الاقتصادي في السودان يزداد سوأ وتعقيداً يوماً بعد يوم، مما دفع المواطن الخروج للشارع بسبب تردي الوضع الاقتصادي والأزمات المستفحلة، إلى أن أطاحة بالنظام البائد ـ نظام الانقاذ ـ فظل المواطن يستبشر خيراً من حكومة الثورة ليعيش حياة كريمة دون معاناة أو ذل ،لكن حتى الآن المعاناة مستمرة ، بل دخلت فصل جديد ،فأصبح الناس غير قادرين على شراء احتياجاتهم اليومية .
حالة خاصة
الخالة فاطمة محمد ربة منزل وأم لـ(4 ) أطفال في مراحل دراسية مختلفة دفعها وفاة زوجها للعمل في مهنة بيع الشاي والوجبات البلدية ، لتوفير حياة كريمة لهم ، وهي تأتي لمكان العمل منذ الصباح الباكر قادمة من ضاحية أمبدة ـ غرب الخرطوم ـ ،رغم صعوبة وندرة المواصلات ، يبدو على وجهها علامات الحزن والإعياء بسبب عملها الشاقة ، لكن عند الجلوس معها وجدتها متفائلة بغد أفضل ـ في ظل حكومة الثورة ـ الحكومة الا نتقالية ـ وتقول لـ( سودان لايف ) في السابق كان هامش الربح اكثر من ( 5) ألف جنيه في وقت كان الأسعار مناسبة حاليا تراجع العمل والقوى الشرائية بسبب الأرتفاع في الأسعار بالأسواق .
وطالبت الحكومة المسؤولين الأهتمام ببائعات الشاي وترقية وتنظيم المهنة بتخصيص محال لهم وإن تلتفت الحكومة المقبلة على معاش الناس ومراقبة الاسواق وضبط الاسعار .
وسجل معدل التضخم لمجموعة الأغذية والمشروبات 206.44% لشهر ديسمبر مقارنة بمعدل وصل إلى 203.13% لشهر نوفمبر.. وسجل معدل التضخم للسلع المستوردة في سلة المستهلك ارتفاعا في شهر ديسمبر، حيث بلغ 194.42% مقارنة بمعدل 181.70% لشهر نوفمبر 2020،بحسب الجهاز المركزي للأحصاء
مراقبة الأسواق
المواطن أحمد السر سائق امجاد بالسوق العربي قال إن المواطن لايهمه من يحكوم ومن يستلم السلطة، ولكن حصوله على لقمه عيش كريمه بكل سهل ، مشيرا الى ان أسعار كافة أصناف السلع في ارتفاع يومي بالأسواق والحكومة في حاله “صمت ” ، وتابع قائلا : ان تجار المحال التجاري يبررون زيادة الأسعار بارتفاع الدولار ، وقال السر انه كسائق يعاني من الزيادات المتكررة في المشتقات البترولية والتعرفة غير مجزية فضلا عن زيادة قطع الغيار والاسبيرات ، طالب الحكومة بمراقبه الأسواق والسيطرة على سعر الصرف .
ارتفاع تكاليف
ويعاني السودان من أحد أعلى معدلات التضخم في العالم، ويقول الاقتصاديون إنه قد يتحول إلى تضخم جامح ما لم يسيطر البلد على عجز الميزانية والمعروض النقدي.
يعزو الاقتصاديون ذلك إلى ارتفاع تكاليف الأغذية والمشروبات والوقود وظهور سوق سوداء للدولار الأمريكي، وهي عوامل ساهمت في الانتفاضة التي أطاحت بحكم عمر البشير العام الماضي.
معاش الناس
وفي ذات السياق قال مواطن بشارع البلدية بالخرطوم ناكل بان تكون الحكومة الجديدة من أول اولوياتهم الأهتمام بمعاش الناس حتى تسترجع قفة الملاح بدل الكيس وإن تهتم بالصحة والتعليم ، مشيرا الى ان هنالك أدوية معدومة تمام والموجود غالي فلابد من وضع سياسات واضحة والاهتمام بالصادر اكثر الاستيراد ، وذكر بان المواطن يعاني من ضيق الحياة الاقتصادية بسبب ارتفاع الاسعار وارتفاع رسوم الخدمات من كهرباء وامداد مائي وندرة في الغاز ،وضع اليه لسعر الصرف بهذه العبارة الندى الحديث الحاج علي ادم على الحكومة الجديدة النظر يعين الاعتبار لسعر الصرف لان هنالك طلب عالي جدا بالسوق الموازي على الدولار لأغراض الاستيراد وخاصه بعد إن تم رفع الدعم عن الوقود وترك الأمر القطاع الخاص وتسأل من أين يات بالدولارات لاستيراد الوقود وطالب علي الحكومة الاهتمام بالزراعة ودعم صغار المنتجين أضافه الى قطاع الذهب، وتابع قائلا ان السودان يملك ثروات لاتحصى ولكن يحتاج الى ادارة رشيدة وسياسات اقتصادية واضحة بالتعاون مع المختصين في المجال ، واشار الى المواطن السوداني البسيط يحتاج فقط الحياة كريمه يستطيع الحصول على ضرورياته دون معناة أو ذله.
رؤية اقتصادية
وتحدث المواطن عبدالكريم يحي بشارع الحودث بالخرطوم لـ( سودان لايف ) أنه كمواطن يريد من الحكومة والجهات المسؤولة باشراك الخبراء الاقتصاديين لوضع رؤيتهم ومقترحاتهم لتفادي الانهيار الاقتصادي وانخفاض معدل التضخم ، وقال يحي إن زيادة الرسوم الخدمية ازداد ضنكا على معاش الناس مما ادى لضعاف النفوس استغلال الوضع بزيادة الاسعار بالأسواق ، وأوضح بأن المواطن يريد إنخفاض أسعار السلع الضرورية بالاسواق وتفادي زيادة الرسوم الحكومية .
تضخم جامح
وذكر الجهاز المركزي للاحصاء بالسودان ، أن متوسط معدلات التضخم للعام 2020 بلغ 163.26%، مقارنة بمتوسط معدلات تضخم وصلت إلى 51% للعام 2019.