بإعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الرئيس دونالد ترامب يتولى شخصيًا ملف الحرب في السودان، ارتفعت مؤشرات التفاؤل بإمكانية الوصول إلى حل يضع حدًا لأطول نزاع تشهده البلاد منذ سنوات.
روبيو قال بثقة إن ترامب هو “الزعيم الوحيد في العالم القادر على إنهاء أزمة السودان”، في إشارة إلى دور أمريكي مباشر يستهدف كسر الجمود السياسي والعسكري الذي يخيّم على المشهد السوداني.
خطة أمريكية… ورفض برهاني
واشنطن أعدّت خطة جديدة لإعادة فرقاء السودان إلى طاولة التفاوض، لكن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان رفضها بالكامل، واعتبرها “أسوأ المبادرات المطروحة” لإنهاء الحرب، ما أعاد الملف إلى نقطة معقدة من الشدّ والجذب.
دعوات دولية للسلام
وترى الولايات المتحدة وبريطانيا أن الدفع بعملية تفاوضية أصبح ضرورة إنسانية ملحة، وسط اتساع رقعة الأزمة.
وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر كتبت:
“السودان يحتاج إلى دفعة عالمية من أجل السلام”.
الإخوان… وعقدة الملف السوداني
يرى مراقبون أن سيطرة تنظيم الإخوان على جزء من قرار الجيش والحكومة الموالية له في بورتسودان تمثل عقبة أمام أي محاولة لوقف النار أو إيصال المساعدات لملايين المتضررين.
لكن هذه النقطة تحديدًا — بحسب المراقبين — هي ما يدفع واشنطن للتدخل بجدية أكبر، خصوصًا بعد إطلاق ترامب الشهر الماضي عملية واسعة للتعامل مع خطر تنظيم الإخوان داخل الولايات المتحدة وخارجها، ما يعني أن الملف سيكون ضمن أولويات إدارته.
تحركات إقليمية مشتركة
وكان ترامب قد أعلن سابقًا أنه سيعمل بالتنسيق مع الإمارات والسعودية ومصر وعدة دول أخرى لإنهاء الحرب الحالية.
وخلال مؤتمر في الولايات المتحدة، أوضح أنه تلقى طلبًا مباشرًا من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للمساهمة في وقف النزاع، مشيرًا إلى أنه أنهى ثماني حروب سابقًا، ويتطلع للعب دور “حاسم للغاية” مرة أخرى.
ووصف ترامب السودان بأنه “أصبح أكثر الأماكن عنفًا في العالم” ويشهد أكبر أزمة إنسانية حالية، مؤكدًا أن قادة دوليين طلبوا منه التدخل لوقف المأساة.
أولوية في البيت الأبيض
وأكد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية والعربية، أن السلام في السودان أصبح أحد أهم أولويات ترامب في الفترة الحالية.
هدنة من جانب واحد
وفي خطوة لافتة، أعلنت قوات الدعم السريع الشهر الماضي هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر من طرف واحد، في الوقت الذي رفض فيه البرهان مقترحًا دوليًا لمثل هذه الهدنة.
محاولات دولية مستمرة
وتأتي هذه التطورات بينما لا تزال المبادرة التي طرحتها المجموعة الرباعية في سبتمبر الماضي — والتي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات — إحدى أهم المحاولات الدولية المطروحة لإنهاء الحرب التي اندلعت في أبريل 2023.
