
الخرطوم : سودان لايف – حذّر القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول من مخاطر استمرار الانقسام الداخلي، فيما شدد البرهان على استمرار العمليات العسكرية ضد الدعم السريع، تزامنًا مع رسائل دولية تدعو لإنهاء الحرب.
في سياق يعكس عمق الأزمة السياسية والعسكرية التي يعيشها السودان، حذّر القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول من أن استمرار التباينات بين القوى المدنية والعسكرية قد يفتح الباب أمام ما وصفه بـ”مقاربات الحل السريع”، مؤكدًا أن البلاد قد تواجه حلولًا مفروضة من الخارج إذا لم يتم التوصل إلى تسوية وطنية بملكية سودانية خالصة.
وأوضح أردول في تدوينة على موقع فيسبوك أن غياب التوافق الوطني سيجعل الحلول تأتي “كإلزام لا كشراكة، ووصاية لا كتفاهم”، داعيًا القوى السياسية إلى إنتاج حل داخلي يحفظ استقلال القرار السوداني، ومؤكدًا أن إضاعة الوقت قد يضع البلاد أمام خيارات دولية لا تعبر عن إرادة مواطنيها.
خطاب البرهان… رسائل سياسية وعسكرية قوية
وفي تطور موازٍ، ألقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خطابًا أمام مواطني مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض عقب صلاة الجمعة. وأعلن فيه أن القوات المسلحة والقوات المساندة ماضية في القضاء على قوات الدعم السريع التي وصفها بـ”المليشيا المتمردة”، مؤكداً أن “هذا الطريق لا رجعة فيه” وأن المعركة تُعد “وجودية لحماية الدولة واستعادة الاستقرار”.
وأشاد البرهان بأهالي القطينة ووصفهم بأنهم سند تاريخي للقوات المسلحة، مؤكدًا أن المنطقة قدمت آلاف الشهداء وأسهمت في صناعة تاريخ البلاد، وأن الجيش مصمم على إكمال المسيرة التي مضى فيها الشهداء.
رسالة موازية من الدعم السريع… واستجابة للمبادرات الدولية
وجاء خطاب البرهان بعد ساعات من بيان صادر عن قوات الدعم السريع أشادت فيه بالتحركات الدولية المتزايدة المتعلقة بالنزاع السوداني. وأكدت القوات استجابتها الجادة لمبادرات وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف، مثمنة جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة دول الرباعية—السعودية والإمارات ومصر—في السعي لإنهاء القتال.
تطورات ميدانية… انقسام جغرافي وعسكري واضح
وتأتي هذه المواقف المتبادلة في ظل استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة خلال الفترة الانتقالية. وتسيطر قوات الدعم السريع actuellement على كامل إقليم دارفور بعد إعلانها السيطرة على مدينة الفاشر عقب حصار استمر 18 شهرًا، بينما يفرض الجيش السوداني سيطرته على النصف الشرقي من البلاد، ما أبقى السودان منقسمًا بين قوتين متصارعتين وسط جهود دولية مكثفة لوقف النار.
وبين التحذيرات من “الوصاية الدولية” وتصاعد الخطاب العسكري، يبقى السؤال معلقًا: هل تنجح المبادرات الإقليمية والدولية في كسر الجمود وفتح الطريق نحو تسوية سياسية توقف الحرب؟



