
متابعات – سودان لايف نيوز – أعرب رئيس مجلس السيادة بالسودان، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، عن حرص الخرطوم على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها، خاصة في المجال الإنساني.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية للسودانيين جراء استمرار الحرب بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل 2023، والتي أودت بحياة عشرات آلاف الأشخاص وشردت نحو 13 مليون نسمة.
والتقى البرهان، الذي يشغل أيضًا منصب قائد الجيش، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، بحضور وكيل وزارة الخارجية السوداني معاوية خالد بمدينة بورتسودان شرق البلاد، وفق وكالة الأنباء السودانية.
وقال معاوية خالد إن البرهان جدد خلال اللقاء تأكيد حرص السودان على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، لا سيما في المجال الإنساني، مشددًا على ضرورة أن تراعي وكالات الأمم المتحدة سيادة السودان ومصالحه القومية، بالنظر إلى الأحداث في مدينة الفاشر، حيث ارتكبت قوات الدعم السريع فظائع وجرائم بحق المدنيين.
وفي 26 أكتوبر الماضي، سيطرت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وسط تقارير عن مجازر وانتهاكات جسيمة، وتحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد. وأكد البرهان أن قوات الدعم السريع استخدمت سلاح الغذاء لتجويع المدنيين داخل المدينة.
من جهته، حذر فليتشر من أن الأزمة الإنسانية في السودان «تنذر بمخاطر كبيرة»، مشيرًا إلى أنه عبّر خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي عن صدمته للانتهاكات والفظائع التي ارتكبت بحق المدنيين في الفاشر.
وأكد فليتشر التزام الأمم المتحدة بتوفير المساعدات الإنسانية، لا سيما الغذاء والأدوية المنقذة للحياة، لملايين النازحين واللاجئين، معربًا عن استعداد المنظمة للعمل مع الشركاء لضمان إيصال الدعم للمحتاجين.
وأعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عبر منصة “إكس” الأمريكية وصوله إلى السودان، موضحًا أنه سيقضي أسبوعًا في العمل على وقف الفظائع ودعم جهود السلام، والضغط نحو تمكين فرق الأمم المتحدة من الوصول والحصول على التمويل اللازم لإنقاذ الأرواح عبر خطوط المعركة.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، من توقف العمليات الإنسانية في السودان بالكامل في حال عدم توفر تمويل عاجل ووصول آمن للمحتاجين.
الحرب في السودان اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل عشرات آلاف المدنيين ونزوح نحو 13 مليون شخص، مع انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة وتدهور الأوضاع المعيشية، وانتشار الفقر والجوع، وتراجع الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه وكهرباء، ما جعل السودان يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث.



