
في تطور ميداني ينذر بتصعيد واسع في جنوب كردفان، أفادت مصادر محلية ومنصات حقوقية بوجود حشود مكثفة لقوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمالاً وشرقاً وغرباً حول مدينة الدلنج، بالتزامن مع قصف مدفعي وغارات جوية بطائرات مسيّرة، وسط تهديدات متكررة باقتحام المدينة المحاصرة.
انتشار ميداني
أفادت منصة جبال النوبة وناشطون في جنوب كردفان بوجود حشود عسكرية كبيرة لقوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، تتمركز في محيط مدينة الدلنج من الجهات الشرقية والغربية والشمالية. وتزامن هذا الانتشار مع تكثيف القصف المدفعي والغارات الجوية بالطائرات المسيّرة، حيث أبلغ سكان المدينة عن تلقيهم تهديدات مباشرة من عناصر تلك القوات بشأن نية اقتحام المدينة. وتعرضت الدلنج يوم الجمعة لقصف مدفعي مكثف لليوم الثاني على التوالي، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين وتدمير عدد من المنازل، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني في المدينة التي تعيش تحت الحصار.
تصعيد مستمر
شهدت مدينة الدلنج في السابع من نوفمبر 2025 موجة جديدة من القصف المدفعي نفذتها قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، استهدفت عدداً من الأحياء السكنية داخل المدينة. وأفادت مصادر محلية أن الهجوم أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، إلى جانب تسجيل حالات وفاة، وتدمير جزئي وكامل لستة منازل. ويأتي هذا القصف في سياق سلسلة من العمليات العسكرية المتواصلة التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، والتي أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وفقاً لما أوردته شبكة أطباء السودان. وتُعد هذه الهجمات امتداداً لتصعيد ميداني متكرر في جنوب كردفان، حيث تتعرض المناطق المأهولة لهجمات مباشرة منذ أكثر من عامين.
استهداف المراكز المدنية
أفادت مصادر طبية ميدانية أن القصف الذي تعرضت له مدينة الدلنج مؤخراً لم يقتصر على الأحياء السكنية، بل امتد ليشمل منشآت طبية حيوية كانت تقدم خدماتها للمدنيين. ووفقاً لشبكة أطباء السودان، فإن الهجمات التي طالت هذه المرافق تمثل خرقاً مباشراً للمواثيق الدولية التي تحظر استهداف البنية التحتية المدنية أثناء النزاعات المسلحة. الشبكة وصفت ما جرى بأنه انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني، داعية إلى تدخل عاجل من المنظمات الأممية والحقوقية لتوثيق ما وصفته بالاعتداءات المتكررة، وتوفير الإغاثة الطبية والإنسانية للمتضررين، في ظل تدهور متسارع للأوضاع داخل المدينة المحاصرة منذ أكثر من عامين.
رواية أردول
وفي سياق متصل، نشر مبارك عبدالرحمن أحمد “أردول”، القيادي في التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، بياناً أكد فيه أن مدينة الدلنج تعرضت صباح الجمعة لقصف مدفعي عنيف استهدف مناطق آهلة بالسكان، من بينها تجمعات للنازحين. وأوضح أن الحصيلة الأولية تشير إلى وقوع اثني عشر ضحية بين قتلى وجرحى، بينما لا تزال عمليات الإنقاذ والإحصاء جارية. أردول اعتبر أن هذا الهجوم يشكل انتهاكاً صارخاً للمعايير الدولية، مطالباً بضرورة تحرك إقليمي ودولي فوري لوقف الاعتداءات، وضمان حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة دون عوائق.
تداعيات الحصار
منذ اندلاع النزاع في جنوب كردفان، تعيش مدينة الدلنج تحت حصار خانق فرضته خارطة السيطرة العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو. هذا الحصار أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع المعيشية، حيث تعاني المدينة من نقص شديد في المواد الغذائية والأدوية، مع تسجيل حالات مجاعة في بعض الأحياء. وتُعد الدلنج من أكثر المناطق تضرراً في الإقليم، إذ تتعرض بشكل متكرر لهجمات مدفعية وغارات جوية، ما فاقم من معاناة السكان وعرقل وصول المساعدات الإنسانية في غياب ممرات آمنة.
موقف قانوني
وفي تطور موازٍ، أصدرت مجموعة “محامو الطوارئ” الحقوقية بياناً أدانت فيه القصف المدفعي الذي استهدف مدينة الدلنج، محمّلة قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو – المسؤولية الكاملة عن الهجوم. وأشار البيان إلى أن القصف طال مناطق سكنية ومستشفى الدلنج التعليمي، ما أدى إلى وقوع إصابات وتدمير أجزاء من المرفق الطبي. واعتبرت المجموعة أن ما جرى يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، داعية إلى تدخل دولي فوري لتوثيق هذه الانتهاكات، وضمان حماية المدنيين في المناطق المتأثرة بالنزاع المسلح.



