تصريحات جديدة من وزارة الخارجية الأميركية حول هدنة السودان

الولايات المتحدة تدعو إلى هدنة عاجلة في السودان وسط تصاعد القتال وتفاقم الأزمة الإنسانية

متابعات – سودان لايف نيوز 

في ظل تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، دعت وزارة الخارجية الأميركية إلى تحرك فوري من طرفي النزاع لإبرام هدنة إنسانية، وذلك عقب إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على مقترح دولي لوقف إطلاق النار، وسط استمرار القتال الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في نزوح الملايين.

دعوة أميركية
حثت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان رسمي، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على المضي قدمًا نحو إبرام هدنة إنسانية، مؤكدة أن الحاجة باتت ملحة لوقف تصعيد العنف في البلاد. وأوضحت الوزارة أنها تتواصل بشكل مباشر مع الطرفين لتسهيل التوصل إلى اتفاق يضمن حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية. كما شددت على استمرار التنسيق مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك دول الآلية الرباعية التي تضم الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، ومصر، من أجل إيجاد حل شامل للأزمة السودانية التي دخلت عامها الثالث.

موافقة الدعم السريع
أعلنت قوات الدعم السريع، في بيان صدر الخميس، موافقتها على مقترح أميركي – عربي لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، مشيرة إلى انفتاحها على إجراء محادثات بشأن وقف الأعمال القتالية مع الجيش السوداني. وأكدت القوات أنها تتطلع إلى تنفيذ الاتفاق والبدء الفوري في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية التي تُوجه العملية السياسية في السودان. ويأتي هذا الإعلان بعد أقل من أسبوعين من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي تعاني من المجاعة، ما عزز من نفوذها العسكري في إقليم دارفور غرب البلاد.

رفض الجيش
في المقابل، لم يصدر رد رسمي من مجلس الأمن والدفاع السوداني بشأن المقترح، رغم انعقاده في وقت سابق هذا الأسبوع. وأشارت مصادر إلى أن قادة وحلفاء مؤثرين داخل الجيش عبّروا عن رفضهم للمبادرة، ما يثير تساؤلات حول فرص نجاح الهدنة المقترحة. وكانت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر قد دعت، في سبتمبر الماضي، إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تتبعها ترتيبات لوقف دائم لإطلاق النار، إلا أن جميع المحاولات السابقة باءت بالفشل في ظل استمرار العمليات العسكرية وتباين المواقف بين الطرفين.

انتهاكات الفاشر
أفاد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين خلال عملياتها العسكرية للسيطرة على مدينة الفاشر، بما في ذلك عمليات قتل ميدانية وخطف، ما أثار قلقًا دوليًا واسعًا. وفي بيانها الأخير، دعا قائد قوات الدعم السريع عناصره إلى حماية المدنيين، مؤكداً أن من يرتكبون انتهاكات سيخضعون للمحاسبة. وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المطالب الدولية بوقف العنف وضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة في مناطق النزاع.

خلفية النزاع
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023، إثر اشتباك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللذين كانا شريكين في السلطة قبل أن تتفجر الخلافات حول خطط دمج القوات. وأسفر النزاع عن دمار واسع في البلاد، وأودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، كما تسبب في انتشار الجوع ونزوح ملايين الأشخاص داخل السودان وخارجه. وتُعد الأزمة الحالية من أكثر الأزمات تعقيدًا في المنطقة، وسط جهود دولية متواصلة لوقف القتال وإطلاق عملية سياسية شاملة تنهي الصراع وتعيد الاستقرار.

Exit mobile version