أثار الدبلوماسي الأمريكي كامرون هدسون جدلًا واسعًا بتصريحاته الأخيرة حول فشل اجتماع الرباعية بشأن الأزمة السودانية، حيث أشار في تغريدة عبر منصة X (تويتر) إلى أن رفض القوات المسلحة السودانية إشراك الإمارات العربية المتحدة في المحادثات كان السبب الرئيسي لتعثرها، معتبرًا أن “أي تعامل مع الإمارات سيكون على أساس أنها خصم لا وسيط”.
هدسون، الذي يُعد من أبرز المتابعين للملف السوداني في واشنطن، وصف الاجتماع بأنه تم بتمثيل دبلوماسي منخفض المستوى، ما يعكس فتورًا في الالتزام الدولي تجاه إيجاد حل سياسي شامل للأزمة المستمرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي عثمان العطا إن الحديث عن مفاوضات بين الجيش والحكومة السودانية مع أي طرف دولي هو “غير دقيق”، مؤكدًا أن القرار بعدم الدخول في مفاوضات تم اتخاذه منذ اليوم الأول للحرب، وأن ما يجري هو مجرد استدعاءات قسرية من بعض العواصم الدولية، وعلى رأسها واشنطن.
وأضاف العطا أن زيارة وزير الخارجية السوداني إلى واشنطن لا تعني وجود مفاوضات، بل هي “اطلاع على وجهة نظر الإدارة الأمريكية”، في ظل ما وصفه بـ”الاستبداد الدبلوماسي الأحادي” الذي تمارسه الولايات المتحدة على مختلف الأطراف الدولية.
وتطرق العطا إلى ما وصفه بـ”وثيقة إذعان سلام الشرق الأوسط”، التي وافقت عليها كل من تركيا ومصر وقطر قبل نحو شهر، وتقوم على إطلاق سراح الأسرى ونزع سلاح المقاومة، مشيرًا إلى أن هذه الوثيقة تم توقيعها شفهيًا كشهود، بينما يجري حاليًا ضغط ثلاثي دولي على المقاومة لقبول تسليم السلاح دون ضمانات دولية.
التمويل الإماراتي في قلب الأزمة
واختتم العطا حديثه بالإشارة إلى أن الحسم النهائي للحرب في السودان يمر عبر تقاطعات دبلوماسية دولية، أبرزها وقف التمويل الإماراتي لما وصفه بـ”المليشيا الإرهابية”، مؤكدًا أن هذا القرار بيد واشنطن وحدها، ما يعكس حجم التعقيد في المشهد السوداني الراهن.
