
متابعات – سودان لايف
في إطار متابعة الاتحاد الأفريقي للتطورات المتسارعة في السودان، وصل وفد رفيع المستوى من الاتحاد إلى مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة، يوم السبت، برئاسة مفوض الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية، أما توامي. وكان في استقبال الوفد وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين، الذي رحّب بالزيارة، مشدداً على أهميتها في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة التي تمر بها البلاد.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أوضحت المسؤولة الأفريقية أن زيارتها تأتي في سياق تنفيذ توجيهات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وتحديداً لجنته الفرعية المعنية بشؤون اللاجئين والعائدين والنازحين. وتهدف الزيارة إلى إجراء تقييم ميداني مباشر للأوضاع الإنسانية والصحية في المناطق المتأثرة بالنزاع المسلح، وتحديد الاحتياجات العاجلة التي تتطلب تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية.
وأكدت توامي أن الاتحاد الأفريقي يضع الوضع في السودان ضمن أولوياته القصوى، نظراً لتفاقم الأزمة الإنسانية واتساع نطاق المعاناة في مناطق النزاع، لا سيما في إقليم دارفور. وأشارت إلى أن هذه الزيارة تمثل خطوة عملية نحو تعزيز الدور الأفريقي في دعم الجهود الإنسانية، وتقديم المساندة للمتضررين من الحرب، بما يشمل النازحين واللاجئين والعائدين.
من جانبه، عبّر وكيل وزارة الخارجية السودانية عن تقديره لزيارة الوفد، مشيراً إلى أنها تأتي في توقيت بالغ الحساسية، في ظل استمرار ما وصفه بـ”الممارسات العدائية” التي تنفذها قوات الدعم السريع، من خلال فرض الحصار والتجويع على المدنيين في مدينة الفاشر، في انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي الإنساني. وأضاف أن الحكومة السودانية تأمل في أن تسهم هذه الزيارة في نقل صورة دقيقة عن الواقع الإنساني إلى مؤسسات الاتحاد الأفريقي، بما يعزز من فرص التدخل الفاعل لوقف الانتهاكات وتقديم الدعم العاجل للمناطق المنكوبة.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه السودان تصاعداً حاداً في الأزمة الإنسانية، مع تزايد أعداد النازحين وتدهور الأوضاع المعيشية في عدد من الولايات، وعلى رأسها دارفور، التي تشهد موجات نزوح واسعة نتيجة استمرار العمليات العسكرية. ويؤكد الاتحاد الأفريقي من خلال هذه الخطوة التزامه بلعب دور محوري في دعم السودان خلال هذه المرحلة الحرجة، والعمل على حشد الدعم الإقليمي والدولي لتخفيف معاناة المدنيين وتعزيز الاستجابة الإنسانية في البلاد.



