وفاة 229 شخصًا جوعًا بينهم 171 طفلًا

كارثة إنسانية في الفاشر: وفاة 229 شخصًا جوعًا بينهم 171 طفلًا بسبب حصار الدعم السريع

كشفت مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور عن وفاة 229 شخصًا، بينهم 171 طفلًا و58 من كبار السن، نتيجة الجوع الحاد الذي ضرب مدينة الفاشر منذ أواخر أغسطس الماضي، عقب إحكام قوات الدعم السريع حصارها على المدينة، مما تسبب في انعدام تام للغذاء والمواد الأساسية.

فاصيل المأساة

وقالت المفوضية في تقرير رسمي — حصلت عليه سودان تربيون — إن إجمالي عدد الضحايا الذين سقطوا في المدينة بسبب الحصار والقتال بلغ 675 قتيلًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 1,464 شخصًا، من بينهم مئات الأطفال والنساء.

وأوضح التقرير أن أكثر من 74 ألف شخص، بينهم 38 ألف طفل، يعيشون أوضاعًا إنسانية وصحية “بالغة الخطورة”، إذ اضطر كثيرون إلى تناول “الأمباز” (علف الحيوانات) كمصدر وحيد للبقاء على قيد الحياة بعد نفاد الأغذية الأساسية من الأسواق.

انهيار المساعدات والإغاثة

وأشار التقرير إلى أن ستة مطابخ خيرية فقط (تكايا) ما تزال تعمل بشكل مستمر لتوفير وجبات محدودة للسكان، بينما توقفت 15 تكية أخرى عن العمل جزئيًا أو كليًا بسبب نقص التمويل وتدهور الوضع الأمني.

وأكدت المفوضية أن استمرار الحصار المفروض على المدينة يمنع وصول الإمدادات الإنسانية، مما يهدد بمزيد من الوفيات في صفوف المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن والمرضى.

مطالب عاجلة

دعت مفوضية العون الإنساني إلى فك الحصار عن مدينة الفاشر فورًا، وتنفيذ عمليات إسقاط جوي للمواد الغذائية والإغاثية العاجلة، إضافة إلى فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين إلى مناطق أكثر أمانًا.

كما طالبت بتوفير الإمدادات الطبية والأدوية المنقذة للحياة للمستشفيات والمراكز الصحية القليلة التي لا تزال تقدم خدماتها وسط ظروف قاسية ونقص حاد في الكوادر والمستلزمات.

خلفية الأزمة

تخضع مدينة الفاشر منذ أسابيع لحصار مشدد من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية ونزوح آلاف الأسر، في وقت حذّرت فيه منظمات دولية من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم التدخل العاجل لفتح ممرات إنسانية نحو المدينة.

Exit mobile version