أزمة السودان تتفاقم… هل حان وقت تغيير قيادة الحكومة؟

انتهى المشهد: رشان أوشي تطالب البرهان بتعيين دفع الله الحاج وإعفاء كامل إدريس

رصد – سودان لايف

في خضم حالة الانسداد السياسي التي يعيشها السودان، تزايدت الأصوات الداعية إلى ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة تضع البلاد على مسار الإنقاذ قبل فوات الأوان. وفي مقال تحليلي مثير للجدل حمل عنوان “انتهى المشهد”، دعت الصحفية رشان أوشي إلى خطوات عاجلة من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، معتبرة أن الوقت لم يعد يحتمل الانتظار أو التجريب السياسي.

أوشي طالبت بأن يعين البرهان السفير دفع الله الحاج رئيساً للوزراء، واصفة إياه بأنه شخصية مؤسسية ذات خبرة وطنية قادرة على التعامل مع تعقيدات المرحلة، في وقت رأت فيه أن الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء الحالي، قد فشل في ترجمة خطابه الإصلاحي إلى واقع ملموس، مما يفرض عليه العودة إلى حياته الخاصة في سويسرا.

 أزمة بلا حلول وانتظار قاتل

بحسب متابعة محرر سودان لايف لما ورد في المقال، فإن السودان تجاوز مرحلة التجريب السياسي، ولم يعد من المقبول الركون إلى مبادرات غير واضحة أو رهانات على حلول تأتي من الخارج. فالمشهد الراهن، بحسب أوشي، يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وسط أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة، وانقسامات سياسية عميقة، الأمر الذي يجعل أي تأخير في القرارات المصيرية بمثابة مجازفة قد تُفقد البلاد ما تبقى من تماسكها.

الكاتبة شددت على أن السودانيين يعيشون حالة من الإحباط المتزايد، بعد أن فقدوا الأمل في حكومة إدريس التي عُرفت إعلامياً بـ”حكومة الأمل”. هذا التفاؤل – على حد وصفها – لم يكن يستند إلى واقع سياسي واقتصادي متماسك، بل إلى مجرد رغبة شعبية في الخروج من دوامة الأزمات.

 حكومة الأمل… خيبة الواقع

ترى أوشي أن حكومة إدريس، التي لم تكمل سوى أربعة أشهر، تحولت من رمز للأمل إلى عنوان لخيبة الأمل. فغياب الرؤية الواضحة، والصراعات الداخلية بين الوزراء، وتعدد الولاءات السياسية، جعلت الحكومة تبدو كائتلاف هش لا يمتلك قيادة موحدة قادرة على مواجهة التحديات.

فبدلاً من الانشغال بملفات حيوية كالكهرباء، الصحة، والتعليم، غرقت الحكومة في صراعات بيروقراطية داخلية عطّلت العمل التنفيذي وزادت من معاناة المواطنين. ومع تفاقم هذه الأوضاع، تصاعدت أصوات تطالب بضرورة إحداث تغيير سريع في رأس السلطة التنفيذية.

 إخفاقات خارجية وفقدان الثقة الدولية

على المستوى الدولي، فشل رئيس الوزراء كامل إدريس – رغم خبراته الواسعة – في استثمار علاقاته الدبلوماسية لدعم حكومته. فقد ظل المجتمع الدولي متردداً في تقديم أي دعم مباشر، بسبب غياب برنامج إصلاحي متماسك وعدم وضوح الرؤية السياسية.

حتى محاولاته لفتح قنوات مع دول الخليج والغرب لم تجدِ نفعاً، حيث اصطدمت بعدم ثقة تلك الأطراف في قدرة حكومته على الصمود، خاصة مع الانقسامات الداخلية التي تضرب بنيان الدولة.

 صورة تتآكل وفضائح دبلوماسية

تؤكد أوشي أن صورة حكومة إدريس كحكومة مدنية قادرة على إعادة التوازن بين السلطة والسيادة الشعبية، بدأت تتآكل تدريجياً. وقد برز ذلك بشكل أوضح بعد رحلته الأخيرة إلى السعودية، التي رافقتها “فضائح دبلوماسية” أثارت جدلاً واسعاً في الشارع السوداني، وأضعفت من قدرة حكومته على تقديم نفسها كبديل حقيقي للسلطة العسكرية.

هذا التراجع في الصورة العامة زاد من حالة الإحباط الشعبي، وعزز قناعة كثيرين بأن حكومة إدريس لم تعد قادرة على مواجهة التحديات.

 درس التجربة السودانية

وفي ختام مقالها، شددت أوشي على أن فشل حكومة إدريس ليس مجرد انعكاس لأداء فردي، بل هو نتاج لتعقيدات المشهد السياسي السوداني، حيث تتنازع السلطة بين المدنيين والعسكر، وتتداخل المصالح الخارجية مع الحسابات الداخلية.

الدرس الأهم – على حد وصفها – هو أن أي حكومة لا تمتلك مشروعاً عملياً واضحاً ولا تستند إلى دعم شعبي حقيقي، ستظل عاجزة عن الصمود مهما كان رصيد رئيسها من الخبرة أو الشعبية.

من هنا، يصبح السؤال: هل يستجيب البرهان لدعوات التغيير ويعين قيادة تنفيذية جديدة أكثر التصاقاً بالواقع السوداني، أم يواصل الرهان على الوضع القائم بكل مخاطره؟

Exit mobile version