كشفت مصادر مطلعة تفاصيل مثيرة حول توقيف السلطات العسكرية في السودان للواء عبد الباقي بكراوي، القائد الثاني السابق لسلاح المدرعات، وخالد المصطفى سليمان، أحد قادة المقاومة الشعبية. ويأتي الاعتقال في ظل جدل واسع حول تعامل الجيش مع قادة محاكمات سابقة ومحاولات انقلابية لم تكتمل.
بكراوي.. من محاولة انقلاب 2021 إلى الاعتقال الجديد
قاد اللواء عبد الباقي بكراوي محاولة انقلابية فاشلة في سبتمبر 2021 بالشجرة، ليواجه بعدها محاكمة عسكرية توقفت مع اندلاع الحرب في أبريل 2023. ومع ذلك، شارك مع ضباط آخرين في القتال ضد قوات الدعم السريع.
لكن مساء الاثنين الماضي، داهمت قوة عسكرية منزله في أم درمان، وأبلغته باستدعائه عبر الاستخبارات. وعندما رفض الامتثال دون أمر كتابي، عاد الجنود مدججين بالسلاح واقتادوه قسرًا.
قرارات التقاعد والجدل القانوني
تزامن الاستدعاء مع قرار القائد العام للجيش بإحالة بكراوي وعدد من المتهمين في المحاولة الانقلابية إلى التقاعد. مصادر قانونية وصفت الإجراء بأنه مخالف للقانون العسكري، إذ كان ينبغي إيقاف المحاكمة أولًا بموجب المادة (77) قبل الإحالة.
كما أن جميع مستندات القضية احترقت خلال هجمات الدعم السريع على القيادة العامة، ما جعل ملف المحاكمة يواجه فراغًا قانونيًا معقدًا.
اتهامات بـ”الاستهداف”.. والجيش يرد
يرى بعض العسكريين أن القيادة العسكرية تتعمد استهداف المتهمين بالمحاولة الانقلابية، عبر عرقلة علاج بكراوي أو تجاوز ترقيات زملائه، فيما ينفي آخرون هذه الاتهامات، مؤكدين أن تجميد الترقيات مرتبط بخضوعهم لمحاكمة عسكرية قد تطيح برتبهم نهائيًا.
خالد المصطفى.. اسم متكرر في المحاولات الانقلابية
لم يكن اعتقال خالد المصطفى سليمان أقل إثارة، إذ ارتبط اسمه بثلاث محاولات انقلابية منذ 2012، أبرزها تلك التي قادها العميد “ود إبراهيم”.
ورغم أنه لم يُحاكم بشكل مباشر، ظل اسمه حاضرًا في التحقيقات. المصطفى يُعرف بكونه من “قدامى المجاهدين” في الجنوب ضمن مجموعة “السائحون”، كما لعب دورًا بارزًا في مبادرة “الألف أخ” عام 2011 التي طالبت بإصلاحات في نظام البشير.
خاتمة: صراع مستمر داخل المؤسسة العسكرية
تكشف قضية اعتقال بكراوي والمصطفى عن انقسامات وصراعات داخل المؤسسة العسكرية السودانية، خاصة مع تضارب المواقف حول محاكمات الانقلابيين السابقين ودورهم في الحرب الحالية. ويرى محللون أن هذه الاعتقالات قد تكون مؤشرًا على مرحلة جديدة من إعادة فرز الولاءات داخل الجيش، في ظل حرب طاحنة لم تنته بعد.