في تطور يحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز مجرد التغيير الإداري، اتخذ القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قرارًا بتعيين اللواء الطاهر أبوهاجة قائدًا لهيئة التوجيه والإعلام، وفقًا لما أكدته مصادر مطلعة. هذه الخطوة تأتي في سياق إعادة ترتيب المنظومة الإعلامية العسكرية في ظل تحديات متزايدة تتطلب خبرات نوعية وقدرة على صياغة خطاب يتماشى مع تعقيدات المرحلة الراهنة.
عودة اللواء أبوهاجة إلى الواجهة الإعلامية تمثل تحولًا لافتًا، لا سيما بعد فترة من الابتعاد عن المشهد الرسمي. ويُعرف أبوهاجة بسجله المهني الحافل في مجال الإعلام العسكري، حيث سبق له أن تولى مهام المستشار الإعلامي للقائد العام، وهو المنصب الذي أتاح له الإشراف المباشر على الرسائل الإعلامية الصادرة عن القيادة العسكرية، والتعامل مع الملفات الحساسة المرتبطة بالرأي العام المحلي والدولي.
كما شغل في وقت سابق منصب ضابط ارتباط عسكري في القنصلية السودانية بمدينة جدة، وهو الدور الذي أضاف إلى خبرته بعدًا دبلوماسيًا ميدانيًا، مكّنه من فهم ديناميكيات التواصل الخارجي والتفاعل مع المؤسسات الدولية والإعلامية في بيئة متعددة الأطراف. قبل انتقاله إلى السعودية، كان يشغل منصب المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش، ما يعكس استمرارية في تولي المواقع ذات الطابع الإعلامي الاستراتيجي داخل المؤسسة العسكرية.
توقيت القرار يأتي في ظل تحولات متسارعة يشهدها الإعلام العسكري، حيث تزداد الحاجة إلى ضبط الخطاب الرسمي وتوحيد الرسائل الموجهة للجمهور، في ظل تصاعد التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه البلاد. ويُنظر إلى الموقع الذي يتولاه أبوهاجة باعتباره محورًا حيويًا في بناء خطاب إعلامي قادر على الاستجابة لمتطلبات المرحلة، وتقديم رؤية متماسكة تعكس توجهات القيادة العسكرية في الداخل والخارج.
