“سقوط الأقنعة”: فساد وتلاعب بالمصالح في الولاية الشمالية

رشان اوشي تتحدث عن مشاهد مزيفة في معركة الكرامة تثير الجدل حول دور رجال الأعمال

في مقال حمل عنوان “سقوط الأقنعة”، سلطت الكاتبة رشان أوشي الضوء على الواقع السوداني الراهن، مستعينة بإشارة رمزية لكتاب “سقوط الأقنعة.. سنوات الأمل والخيبة” للكاتب فتحي الضو، لتبيان ما وصفته بالزيف الذي يحيط بمعركة الكرامة، حيث تظهر الشخصيات كما لو كانت شخصيات سينمائية على خشبة مسرح عبثي، تختفي بسرعة مدهشة بعد أداء أدوارها.

الولاية الشمالية كمشهد روائي

وصفت أوشي الولاية الشمالية بأنها عالم روائي يسوده الصراع على المصالح الاقتصادية، وسط شعارات متكررة بين الفاعلين مثل: “اطلب الفوز، ادع القوة”، في إشارة إلى منطق الهيمنة الذي يحكم سلوك بعض الأطراف.

رجال أعمال في زي البطولة

مع تصاعد الحرب، برز عدد من رجال الأعمال الذين قدموا أنفسهم كداعمين للجيش عبر التبرعات والمساعدات، غير أن التحقيقات كشفت أن هذه المبادرات كانت لتحقيق مكاسب شخصية والسيطرة على سوق المال والأعمال، وليست نابعة عن نوايا وطنية صادقة.

جبايات مالية غير قانونية

أشارت الكاتبة إلى أن الغرفة التجارية في الولاية الشمالية تفرض جبايات ضخمة على سيارات نقل البضائع العابرة للمعابر الحدودية، بمبالغ تصل يومياً إلى 150 مليون جنيه، تُودع في حسابات بنكية تحت أسماء فروع الغرفة دون أي رقابة مالية أو مراجعة من وزارة المالية.

تلميع الصورة إعلامياً

كما انتقدت أوشي ما وصفته بـ المهرجانات الدعائية التي تنظمها الغرفة التجارية، والتي تظهر تبرعات محدودة للجيش، حيث لم يتجاوز أكبر مبلغ تم التبرع به للفرقة 19 في مروي 50 مليون جنيه فقط، في محاولة لتلميع الصورة أمام الإعلام دون تقديم دعم حقيقي.

غياب الشرعية القانونية

ولفتت الكاتبة إلى أن اللجان التسيرية التي تدير الغرف التجارية تفتقر للشرعية القانونية، إذ تم حلها بقرار قضائي في عام 2022 وتسليم المهام للجنة منتخبة، إلا أن الشخصيات المسيطرة تمسكت بمواقعها بدعم من المقاومة الشعبية ومساندة الجيش.

استهتار بالقيم الوطنية

واختتمت أوشي مقالها بالإشارة إلى أن العربدة المالية والسياسية الحالية لا تراعي معاناة المواطنين أو تضحيات الشباب في ساحات القتال، معتبرة أن ما يجري يمثل وجهًا قبيحًا في مسرح عبثي لا يعترف بالتضحية أو المسؤولية الوطنية.

مصدر الخبر

Exit mobile version