
في حادث مأساوي جديد، لقي طفل سوداني مصرعه بمنطقة المريوطية فيصل بمحافظة الجيزة، إثر سقوطه بين المصعد وجدار العقار. المأساة أعادت إلى الأذهان سلسلة من الحوادث المتكررة التي طالت أفراداً من الجالية السودانية في مصر، لتكشف واقعاً خطيراً مرتبطاً بضعف صيانة المصاعد في العقارات السكنية الشعبية والقديمة.
تفاصيل الحادث الجديد في الجيزة
الحادث وقع أول أمس، حيث تم العثور على جثة الطفل مباشرة بعد سقوطه، فيما باشرت السلطات الأمنية الإجراءات القانونية، وأمرت النيابة العامة بالتصريح بالدفن بعد التحقيقات الأولية.
واقعة مشابهة بمدينة نصر
لم يمض وقت طويل على حادثة مماثلة أودت بحياة طفلة سودانية في يوليو الماضي بمدينة نصر بالقاهرة، عندما سقطت في بئر مصعد غير مؤمّن أثناء لهوها، لتفارق الحياة على الفور وسط صدمة سكان المبنى. التحقيقات حينها كشفت عن إهمال واضح في صيانة المصعد، ما دفع النيابة العامة لاستدعاء حارس العقار والمشرف الفني للتحقيق.
سلسلة حوادث دامية للجالية السودانية
تكررت حوادث المصاعد والارتفاعات في عدة مناطق، من بينها:
فيصل (الجيزة): وفاة طفل يبلغ 9 سنوات بسبب خلل فني أدى إلى انزلاق كابينة المصعد.
كعبيش (الجيزة): مصرع رجل أعمال سوداني إثر سقوطه من الطابق العاشر.
مدينة نصر والبساتين: حالتا وفاة منفصلتان لسودانيين سقطا من طوابق مرتفعة.
فيصل سبتمبر الماضي: إصابة خمسة سودانيين بعد سقوط مصعد من الطابق الثامن.
حي الهرم: وفاة طفل بعد سقوطه في بئر مصعد مفتوح دون كابينة.
واقع مقلق للجالية السودانية
تكرار هذه الحوادث يسلط الضوء على خطورة الوضع الذي تعيشه الجالية السودانية في مصر، خاصة في أحياء مثل فيصل، الهرم، وحدائق الأهرام، وأكتوبر، حيث تنتشر العقارات القديمة والمصاعد المهترئة. ورغم البلاغات المتكررة من السكان، يغيب التدخل الفعال والرقابة الصارمة على الملاك والمشرفين الفنيين.
دعوات للرقابة والمحاسبة
منظمات حقوقية وجمعيات مهتمة بشؤون اللاجئين طالبت بفتح ملف شامل حول سلامة مساكن السودانيين في مصر، وتشديد الرقابة على صيانة المصاعد في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، إلى جانب فرض عقوبات رادعة على الملاك والفنيين المهملين.
تتزايد مطالب الجالية السودانية في مصر بالحصول على بيئة سكنية آمنة لأسرها، بعيداً عن الإهمال الذي يحوّل المصاعد إلى “مصيدة موت”. وبينما يستمر نزيف الأرواح، يبقى السؤال مطروحاً: من يتحمل مسؤولية هذه الكوارث المتكررة، وكيف يمكن وقفها قبل أن تسجل مأساة جديدة؟