أبرز المواضيعمقالات وتقارير صحفية

لقاءات سرية بين واشنطن والبرهان وحميدتي: هل تتحرك أميركا لوقف الحرب في السودان؟

أميركا تدخل على خط الأزمة السودانية.. مناورة جديدة أم بداية النهاية للحرب؟

في تطور مفاجئ لمسار الأزمة السودانية، كشفت تسريبات عن لقاءات سرية جمعت مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بكل من قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”. هذه اللقاءات التي جرت في سويسرا أثارت تساؤلات واسعة حول مدى جدية التحرك الأميركي لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

لقاء البرهان في سويسرا

أفادت مصادر مطلعة أن بولس التقى بالبرهان يوم الاثنين 11 أغسطس 2025، في جلسة مغلقة استمرت نحو ثلاث ساعات، ناقشا خلالها مقترحاً أميركياً لوقف شامل لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية. ورغم أهمية الاجتماع، امتنعت كل من الخارجية الأميركية والسودانية عن التعليق الرسمي.

اجتماع محتمل مع حميدتي

الغموض تصاعد بعد تداول تقارير محلية وإقليمية عن لقاء ثانٍ بين بولس وحميدتي، استناداً إلى تتبع حركة طائرة خاصة يُرجح أنها أقلّت الأخير إلى جنيف. ورغم عدم صدور أي تأكيد رسمي، إلا أن التسريبات دفعت محللين للحديث عن “مسار أميركي جديد” يسعى إلى كسر الجمود العسكري والدبلوماسي في السودان.

العقوبات الأميركية والخلفية السياسية

التحرك الأميركي المفاجئ جاء بعد فترة من الفتور، حيث اكتفت واشنطن خلال الأشهر الماضية بفرض عقوبات على طرفي النزاع. ففي يناير 2025، فرضت عقوبات على حميدتي ثم أعقبتها بأخرى على البرهان، قبل أن تعلن عن تشكيل “المجموعة الرباعية” بشأن السودان، التي لم تنعقد حتى الآن.

السيناريوهات المحتملة

يرى محللون أن الخيارات المطروحة تشمل:

  • هدنة محددة جغرافياً وزمنياً في الخرطوم وكردفان والنيل الأزرق.

  • فتح ممرات إنسانية تحت رقابة دولية.

  • إعلان مبادئ موسع يتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، تمهيداً لفترة انتقالية تعقبها انتخابات.

لكن في المقابل، هناك مخاوف من أن تكون المبادرة مجرد مناورة تمنح الطرفين فرصة لإعادة ترتيب صفوفهما قبل جولة جديدة من القتال.

دور الإسلاميين وتعقيدات الجيش

المحلل السياسي حاتم إلياس يرى أن سيطرة الإسلاميين على مفاصل الجيش والدولة تمثل عقبة رئيسية أمام أي اتفاق سلام، معتبراً أن ذهاب البرهان نحو التسوية سيكون “معجزة سياسية”. بينما أشار إلى أن قوات الدعم السريع تملك مرونة تفاوضية أكبر بحكم طبيعة تكوينها غير المعقدة.

المصالح الأميركية والبعد الإقليمي

من جانبه، أوضح المحلل محمد لطيف أن التحرك الأميركي ينبع من اعتبارات استراتيجية ضمن خطة “الشرق الأوسط الجديد”، حيث ترى واشنطن أن استقرار السودان ضروري لأمن الإقليم. لكنه حذر من أن غياب الإرادة السياسية لدى الطرفين، وتزايد نفوذ المتشددين العسكريين وتجار الحرب، قد يعرقل أي مبادرة.

شروط نجاح المبادرة

يرى خبراء أن نجاح أي مسار تفاوضي أميركي يتطلب:

  • وقفاً لإطلاق النار يمكن قياسه.

  • مراقبة دولية فعالة عبر الطائرات والأقمار الاصطناعية.

  • حوافز مالية مشروطة.

  • تفعيل العقوبات ضد الخروقات.

  • تفاهمات مع القوى الإقليمية لوقف التمويل والتسليح.

بينما تبقى اللقاءات الأميركية مع طرفي النزاع غير مؤكدة رسمياً، إلا أن مجرد حدوثها يعكس اهتماماً متجدداً من واشنطن بالملف السوداني. ومع ذلك، فإن نجاح المبادرة سيظل رهيناً بمدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات حقيقية، وتوفير ضمانات دولية قادرة على كبح التصعيد الميداني.

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى