في خطوة مفاجئة، زار رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة 15 أغسطس 2025، منطقة رهيد النوبة بولاية شمال كردفان، في رسالة واضحة حول استمرار العمليات العسكرية واستعادة السيطرة على المناطق الاستراتيجية وصولاً إلى دارفور.
زيارة ميدانية غير مسبوقة
لم يُعلن مسبقاً عن زيارة البرهان إلى مناطق النزاع، حيث التقى الضباط والجنود المنتشرين في مواقع العمليات العسكرية المتقدمة. تأتي هذه الخطوة بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على ولاية الخرطوم في مايو الماضي، تليها تحركات لتشكيلات الجيش باتجاه إقليم كردفان ضمن خطة للتقدم نحو شمال دارفور وفك الحصار عن مدينة الفاشر.
رسالة الجيش نحو الفاشر
خلال لقائه بالقوات في رهيد النوبة، قال البرهان:
“لقد حضرنا للسلام عليكم، وموعدنا الفاشر بإذن الله”.
تصريحات البرهان تعكس نية الجيش المضي قدماً نحو مدينة الفاشر، المحاصرة منذ منتصف مايو 2024 من قبل قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن العمليات العسكرية مستمرة حتى استعادة السيطرة الكاملة على مناطق النزاع.
قراءة سياسية للزيارة
اعتبر محللون سياسيون أن زيارة البرهان لمناطق تشهد اشتباكات دموية تمثل رسالة مباشرة بأن الجيش لن يتوقف عن عملياته العسكرية. الصحفي والمحلل السياسي مهند أبو بكر أشار لموقع “الترا سودان” إلى أن الزيارة تأتي بعد تسريبات حول لقاء جمع البرهان بمساعد الرئيس الأميركي مسعد بولس، مما يشير إلى احتمالية اقتراب اتفاق لوقف إطلاق النار، بينما تؤكد زيارة رهيد النوبة أن الحرب مستمرة حتى تحقيق النصر.
أهمية كردفان في النزاع
تشهد مناطق واسعة من إقليم كردفان مواجهات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتحالفة مع الحركة الشعبية شمال – جناح عبد العزيز الحلو. المدن والبلدات الاستراتيجية في الإقليم تُعد بوابات عبور نحو دارفور، ما يجعل المعارك في كردفان حاسمة في مسار النزاع العسكري القائم في البلاد.
خاتمة
زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى رهيد النوبة تعكس استراتيجية الجيش السوداني في التقدم نحو دارفور واستعادة السيطرة على المناطق المحورية، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات مع قوات الدعم السريع، وسط توقعات باستمرار العمليات العسكرية في الأسابيع القادمة.