مأساة جديدة تعكس مخاطر التعدين التقليدي
لقي أربعة معدّنين مصرعهم وأصيب ثمانية آخرون بجروح متفاوتة، إثر انهيار مفاجئ داخل منجم كارلويس التابع لشركة أرياب الحكومية في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان.
وبحسب شهود عيان، وقع الحادث عندما حاولت مجموعة من المعدّنين الدخول إلى الموقع دون الحصول على تصريح رسمي لاستخراج الذهب الخام، ما أدى إلى انهيار كتل صخرية ضخمة داخل أحد الأنفاق، تسببت في سقوط القتلى والمصابين.
جهود إنقاذ ومخاوف من وجود مفقودين
فرق الإنقاذ نجحت في انتشال جثامين الضحايا الأربعة، بينما جرى نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسط تأكيدات بأن بعض الحالات وُصفت بالخطيرة.
وتواصل السلطات عمليات البحث داخل الموقع للتأكد من عدم وجود مفقودين آخرين تحت الأنقاض، في وقت يسود فيه القلق أوساط الأهالي بالمنطقة.
شركة أرياب تحذّر من مخاطر الدخول غير المشروع
أعربت شركة أرياب للتعدين عن أسفها للحادث، مؤكدة أن دخول مناطق التعدين دون تصريح رسمي يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة الأفراد، نظرًا للطبيعة الجيولوجية المعقدة للمنجم.
وأضافت الشركة أن مواقعها مؤمّنة وتخضع لإجراءات رقابية صارمة، لكنها تواجه تحديات متكررة في منع تسلل المعدّنين التقليديين الذين يبحثون عن الذهب بطرق غير مشروعة.
تكرار حوادث انهيار المناجم في السودان
حوادث انهيار آبار التعدين التقليدي ليست جديدة على السودان. ففي العام الماضي فقط، لقي 13 معدّنًا حتفهم في ولاية القضارف بعد انهيار بئر للتنقيب عن الذهب.
وكشف مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية، مجاهد البلال، أن عدد الوفيات في هذا القطاع ارتفع إلى 84 حالة وفاة في عام 2023، مقارنة بـ18 حالة فقط في 2015، محذرًا من خطورة استمرار هذه الحوادث في ظل ضعف إجراءات السلامة.
دعوات لتشديد معايير السلامة في قطاع التعدين
الخبير مجاهد البلال شدد على ضرورة الالتزام الصارم بمعايير السلامة المهنية داخل مواقع التعدين، مشيرًا إلى أن التنقيب التقليدي عن الذهب يُعد مصدر رزق لأكثر من مليون سوداني.
وأشار إلى أن تكرار هذه الحوادث يطرح قضية إنسانية واقتصادية تتطلب تدخلًا عاجلًا من الدولة والجهات المعنية، لضمان سلامة العاملين وتنظيم القطاع بشكل أكثر فاعلية.