
قائد البراء بن مالك المصباح أبو زيد يُصدر تصريحًا غامضًا حذّر فيه من تجاهل دور قواته في المعركة ضد الدعم السريع.. تصريحات تهزّ المعسكر الحليف للجيش وتثير مخاوف من تصدع الجبهة الداخلية.
أثار بيان ناري نشره قائد البراء بن مالك، المصباح أبو زيد طلحة، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية السودانية، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الرسالة تُنذر بانقسامات خطيرة داخل المعسكر المتحالف مع الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع.
تصريح غامض بنبرة تحذيرية
قال أبو زيد، في منشور بثه عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”:
“كل من أراد أن يتصدر المشهد على حساب شباب البراء، فليعلم أننا ثابتون لا نُبتز ولا نُشترى… نحن لا ننازع أحدًا على سلطة، ولا نطلب رضى أحد، ولا نخشى إلا الله… لسنا هواة معارك وهمية ولا دعاة تصعيد، ولكننا لا نقبل المهانة ولا نغض الطرف عن التعدي… ومن ظن أن الصمت ضعف، فهو واهم، وليعلم أن للصمت حدودًا، ونحن نعرف متى وكيف نتكلم.”
التصريح الذي حمل لغة تصعيدية حادة وملغّمة بالإشارات، فُسّر على نطاق واسع بأنه رسالة مباشرة إلى أطراف داخل المعسكر الحكومي، مع تلميحات إلى محاولات تهميش دور البراء الميداني والسياسي.
تصاعد التوتر داخل معسكر الجيش
مراقبون رأوا أن هذه التصريحات قد تعكس حالة احتقان مكتومة داخل الفصائل المتحالفة مع الجيش، حيث يتصاعد التنافس حول النفوذ، القيادة، والتمثيل الإعلامي في ظل انعدام مركزية القرار الموحد.
ووفق مصادر عسكرية غير رسمية، فإن بعض الكتائب المتحالفة تشعر بالإقصاء أو التقليل من دورها، رغم ما قدمته في الجبهات، خصوصًا داخل الخرطوم وأم درمان.
من هو المصباح أبو زيد؟
المصباح أبو زيد طلحة شخصية عسكرية ذات خلفية إسلامية قوية، ويُعد من القيادات المؤثرة في صفوف المقاتلين الإسلاميين الذين عادوا للواجهة بقوة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.
يُعرف بندرة ظهوره الإعلامي، لكن تصريحاته القليلة تحمل دائمًا دلالات سياسية وأمنية حساسة، غالبًا ما تُترجم إلى تحولات في مواقف الفصائل على الأرض.
لواء البراء: حضور لافت وسط المعارك
تُعتبر كتيبة البراء بن مالك واحدة من أبرز الفصائل شبه العسكرية التي دعمت الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع. وتضم مقاتلين شبان من ذوي التوجه الإسلامي الجهادي، وتُعرف بشراستها في الميدان وخطابها العقائدي الداعم للمؤسسة العسكرية.
وقد لعبت دورًا محوريًا في صدّ الهجمات على مواقع استراتيجية في العاصمة والمناطق المحيطة، ما أكسبها احترامًا وخوفًا في آن واحد داخل معسكر الحلفاء والخصوم.
هل تنفجر الجبهة الداخلية؟
يأتي هذا التصعيد في ظل ما وصفه مراقبون بـ”القلق المتنامي” من تفكك الجبهة العسكرية المناهضة لقوات الدعم السريع، خاصة مع غياب واضح لرد رسمي من الجيش على التصريحات الحادة التي أطلقها المصباح أبو زيد.
ويحذّر محللون من أن التنافس غير المُدار بين الفصائل قد يُفجّر صراعات جانبية تُضعف الموقف الموحد، وتمنح خصومهم الميدانيين فرصًا للتقدّم أو إعادة التموضع.