متابعات – سودان لايف
أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للعمليات الإنسانية ومنسق الطوارئ، توم فليتشر، أن المنظمة الدولية تُجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف السودانية بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، التي تعاني حصارًا خانقًا منذ أكثر من عام.
وفي تصريحات صحافية، أكد فليتشر أن الهدنة المقترحة تهدف إلى تسهيل إيصال المساعدات العاجلة والطارئة إلى المدنيين المحاصرين داخل المدينة، محذرًا من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى خسائر بشرية فادحة نتيجة خطر المجاعة وانقطاع الإمدادات الغذائية والطبية.
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب فشل مبادرة هدنة إنسانية دفع بها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، منتصف يونيو الماضي، حيث وافق عليها قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بينما لم تُبدِ قوات الدعم السريع أي تجاوب رسمي مع المقترح، وسط تصاعد الاتهامات بعرقلة جهود الإغاثة.
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت مدينة الفاشر تشديدًا للحصار من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى توقف سلاسل الإمداد من الولايات المجاورة، وارتفاع حاد في أسعار الغذاء والدواء، وسط تحذيرات من منظمات دولية بشأن تفاقم الوضع الإنساني في المدينة التي تُعد آخر معقل رئيسي للجيش في إقليم دارفور.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الهجرة الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين عن عودة أكثر من 1.5 مليون نازح داخليًا، إلى جانب نحو 200 ألف لاجئ سوداني من مصر وجنوب السودان، إلى مناطقهم الأصلية التي هجروها قسرًا بسبب الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وبحسب بيانات المنظمة، بلغ عدد النازحين داخليًا في السودان خلال يناير الماضي نحو 11.5 مليون شخص، قبل أن ينخفض بنسبة 13% ليصل إلى 10.06 مليون نازح، نتيجة زيادة حركة العودة، لا سيما إلى ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة التي شهدت استقرارًا نسبيًا بعد سيطرة الجيش عليها.
وأشارت المنظمة إلى أن 50% من النازحين هم أطفال دون سن 18 عامًا، بينهم 29% تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ما يُبرز حجم التحديات الإنسانية المرتبطة بعودة الأسر إلى مناطق مدمرة تفتقر إلى الخدمات الأساسية.
كما كشفت المنظمة أن عدد السودانيين الذين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة بحثًا عن الأمان بلغ نحو 4.23 مليون شخص، بينهم 84,777 لاجئًا عادوا من مصر إلى السودان، في مؤشر على رغبة متزايدة في العودة رغم استمرار النزاع في بعض المناطق.