متابعات – سودان لايف
أثار الخطاب المصور الأخير للفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، بشأن السيطرة على المثلث الحدودي شمال السودان، موجة تساؤلات وتحليلات واسعة حول مغزى الرسائل التي وجهها لمصر وليبيا وتشاد، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات إقليمية معقدة.
وفي تحليل قدمته الدكتورة أماني الطويل، الباحثة بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أكدت أن “الخطاب لا يعكس تواصلاً فعليًا أو تغيرًا جوهريًا في موقف القاهرة”، مشيرة إلى أن تصريحات حميدتي تأتي في سياق عسكري أكثر من كونها نتاج مسار دبلوماسي منظم.
💣 هل أصابت “ضربات مجهولة” قوات الدعم السريع في المثلث الحدودي؟
بحسب ما تابع محرر سودان لايف، تحدثت الطويل خلال مقابلة تلفزيونية على قناة “دويتشه فيله” عن هجمات جوية غير مؤكدة استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع في المثلث الحدودي، وسط غياب أي جهة معلنة عن تنفيذ الضربات، ما يزيد من غموض المشهد العسكري في هذه المنطقة المحورية التي تربط السودان بكلٍ من مصر وليبيا وتشاد.
بين التطمين والتكتيك.. سيناريوهات محتملة وراء خطاب حميدتي
طرحت الطويل سيناريوهين أساسيين لتفسير توقيت ورسائل الخطاب:
-
محاولة إعادة تموضع استراتيجي في العلاقة مع مصر والجيش السوداني بهدف خفض الضغوط الإقليمية.
-
إرسال رسالة مزدوجة للداخل والخارج لتأكيد تمايز حميدتي عن النظام السابق، ومحاولة التقرب من دوائر القرار المؤثرة في الإقليم.
القاهرة ثابتة على موقفها.. ولا “ردود فعل آنية” تجاه تصريحات حميدتي
أكدت الطويل أن موقف مصر تجاه أزمة السودان لا يخضع للتقلبات أو الخطابات الإعلامية، مشددة على أن صناعة القرار في القاهرة تخضع لرؤية استراتيجية بعيدة المدى، وليست ردة فعل على تصريحات ظرفية.
وأضافت: “بعض الفاعلين السودانيين لا يدركون أن السياسة المصرية لا تُبنى على ردود الأفعال، وإنما تُدار بمنطق التحليل الاستراتيجي والعمق الإقليمي.”
هل تمهد مصر لـ”اليوم التالي” للحرب في السودان؟
بحسب متابعة محرر سودان لايف، كشفت الطويل عن استمرار المبادرة المصرية لاستضافة حوار سوداني – سوداني، مشيرة إلى أن مصر تعمل على تهيئة الأرضية السياسية ليوم ما بعد الحرب، عبر دعم توافق مدني–عسكري حقيقي يُطرح خلال مؤتمر متوقع في العام الجاري.
ما أهمية المثلث الحدودي؟ ولماذا تشتعل المنطقة الآن؟
أعلن حميدتي في 22 يونيو الجاري عن السيطرة الكاملة على المثلث الحدودي قرب جبل العوينات، مؤكدًا أن وجود قواته هناك سيعزز ضبط الحدود ومنع التهريب.
ويُنظر إلى هذه المنطقة باعتبارها نقطة ارتكاز استراتيجية، ما يجعلها في قلب اهتمام القوى العسكرية والإقليمية، خاصة بعد انسحاب القوات المسلحة السودانية وقوات حليفة لأسباب وصفت بالتكتيكية.
ويؤكد مراقبون أن هذه الخطوة قد تُعيد ترتيب معادلات النفوذ في شمال إفريقيا والقرن الإفريقي، وسط تصاعد الحديث عن تحالفات أمنية واقتصادية بديلة.