
كشفت مصادر مطلعة في الكونغرس الأميركي عن اقتراب إدارة الرئيس دونالد ترمب من اتخاذ خطوة تاريخية بتصنيف جماعة “الإخوان المسلمين” كمنظمة إرهابية، وفق تقرير نشرته صحيفة “واشنطن فري بيكون”، ما يمهد لتحولات كبيرة في السياسة الأميركية تجاه التنظيم الدولي الذي لطالما أثار الجدل داخل وخارج الولايات المتحدة.
وبحسب ما نقله محرر “سودان لايف نيوز”، فإن هذه الخطوة المرتقبة اكتسبت زخماً جديداً بعد عقد إحاطة مغلقة لموظفي الكونغرس نظمها “معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسات”، ركزت على وضع استراتيجيات لمواجهة خطر الجماعة داخل الأراضي الأميركية وعلى مستوى العالم.
دعم جمهوري واسع وتحركات تشريعية سريعة
تشير التقارير إلى أن أعضاء الكونغرس الجمهوريين يدعمون بقوة هذا التوجه، في ظل امتلاكهم لأغلبية برلمانية ضئيلة، إلا أنها كافية لدفع المشروع قدمًا. وقال مصدر رفيع في الكونغرس إن هناك عدة آليات قانونية يمكن استخدامها لتصنيف الجماعات كمنظمات إرهابية، وقد يتم انتقاء أنسبها في حال المضي قدماً في هذه الخطوة.
وتتراوح الخيارات المطروحة بين:
تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، مما يتيح فرض عقوبات شاملة على قادتها وتجفيف مصادر تمويلهم.
إدراجهم ضمن قائمة المنظمات الإرهابية العالمية، وهي خطوة تعني فرض عقوبات مالية وتجارية صارمة، دون الحاجة لتدخل مباشر من البيت الأبيض.
مواقف صارمة من رموز الجمهوريين: كروز وهينسون في الواجهة
وفي تعليق قوي، قال السيناتور الجمهوري تيد كروز:
“الإخوان المسلمون لجأوا للعنف السياسي لزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة. آن الأوان لمواجهتهم بجدية”.
وأشار إلى أن الجماعة استغلت فترة إدارة الرئيس جو بايدن لتعزيز وجودها، معتبرًا أن التغاضي عن خطرها “لم يعد مقبولًا على المستوى الأمني”.
من جانبها، اعتبرت النائبة الجمهورية آشلي هينسون أن جهود إدارة ترمب المتواصلة لتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية يجب أن تشمل فروع جماعة الإخوان، قائلة:
“التصنيف كمنظمة إرهابية لم يعد خيارًا، بل ضرورة لحماية الأمن القومي الأميركي”.
تصنيف دولي سابق وموقف أمريكي متردد
تجدر الإشارة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين مصنفة كمنظمة إرهابية بالفعل في كل من السعودية، الإمارات، مصر، سوريا، والبحرين، لكن الولايات المتحدة لم تقدم على هذه الخطوة حتى الآن، رغم مطالبات متكررة في الكونغرس.
ورغم أن إدارة ترمب كانت قد بدأت بالفعل في مناقشة هذا التصنيف خلال ولايته الأولى، إلا أن الأمر لم يُستكمل، ما جعل الجماعة تواصل أنشطتها في عدد من العواصم الغربية مستفيدة من الثغرات القانونية والدبلوماسية.
هل اقترب الحسم؟
في ظل تصاعد الضغط الجمهوري، ودعم البيت الأبيض الحالي لهذا التوجه، يبدو أن خطوة التصنيف باتت أقرب من أي وقت مضى، ما ينذر بتغييرات كبيرة في تعامل واشنطن مع منظمات يُنظر إليها على أنها تهديد أمني وسياسي إقليمي ودولي.
ويبقى السؤال المطروح:
هل تتحول هذه التحركات إلى قرار رسمي يغيّر شكل العلاقات الأميركية – الشرق أوسطية؟