متابعات سودان لايف نيوز – في تطور ميداني خطير يعكس تصاعد المواجهات في ولايات الهامش، أعلنت قوات الجيش الشعبي – جناح عبد العزيز الحلو، بالتنسيق مع قوات الدعم السريع، عن سيطرتها الكاملة على منطقة أم دحيليب الواقعة شرق كاودا بولاية جنوب كردفان، وذلك بحسب مقطع مصوّر نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه جنود من الدعم السريع داخل المنطقة.
وحتى اللحظة، لم يصدر أي بيان رسمي من الجيش السوداني بشأن هذا التقدم العسكري المفاجئ، وسط صمت يثير التساؤلات حول الوضع الفعلي للجيش في جنوب كردفان.
تحالف عسكري استثنائي: “السودان التأسيسي” يدخل الميدان
ووفقًا لما رصده محرر “سودان لايف نيوز”، فإن هذا التقدم يأتي في إطار التحالف العسكري الجديد المعروف باسم “السودان التأسيسي” (تأسيس)، الذي تشكل منذ فبراير الماضي بين الحركة الشعبية – شمال بقيادة الحلو، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
هذا التحالف غير المسبوق، والذي يجمع بين فصيلين مسلحين رئيسيين لطالما خاضا معارك منفصلة في الماضي، بات يقاتل كتلة واحدة ضد الجيش السوداني في مناطق حساسة مثل جنوب كردفان والنيل الأزرق، في ظل غياب أي آفاق سياسية أو حوار شامل بين الأطراف المتصارعة.
تقهقر الجيش وخسائر فادحة غرباً وجنوباً
تشير التقارير إلى أن الجيش السوداني يواصل خسارة مناطق استراتيجية لصالح التحالف الجديد، حيث سقطت منذ نهاية مايو مناطق مثل:
النهود
الخوي
الدبيبات
أم صميمة
الحمادي
كازقيل
ويُقدّر أن هذه الخسائر كلفت الجيش مئات الجنود وعشرات المركبات والآليات العسكرية، ما يعكس تغيرًا ميدانيًا كبيرًا في ميزان القوى داخل كردفان.
هل الأبيض هي الهدف التالي؟
يحذر مراقبون من أن تقدم قوات الحلو والدعم السريع نحو مدينة الأبيض – عاصمة شمال كردفان، بات وشيكًا، وأن سيطرة الجيش عليها قد تكون في خطر حقيقي لأول مرة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.
الأبيض ليست فقط مركزًا إداريًا وعسكريًا مهمًا، بل تمثل رئة حيوية لوسط السودان من حيث خطوط الإمداد والتموين، ما يجعلها هدفا استراتيجيا لا يمكن تجاهله.
ومع تصاعد زخم التحالف الجديد، وتراجع قدرة الجيش على الاحتفاظ بالأرض، تزداد المخاوف من انزلاق الأوضاع في كردفان إلى مرحلة أكثر دموية وتعقيدًا.