
متابعات سودان لايف نيوز – أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، مساء السبت، عن استئناف عملياتها لتوزيع المساعدات في موقعين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة ظهر الأحد، وذلك بعد توقف مؤقت وصفته المؤسسة بأنه جاء نتيجة “تهديدات مباشرة من حركة حماس ضد موظفيها”.
وأكدت المؤسسة، في بيان رسمي نشر على صفحتها بموقع فيسبوك، أن إعادة فتح مراكز التوزيع تأتي وسط احتياج إنساني حاد، لكنها شددت على ضرورة التزام السكان بالتعليمات، محذرة من أن المساعدات قد تُحجب عن أولئك الذين لا يلتزمون بمواعيد الحضور المحددة.
كما تضمن البيان تنبيهًا خاصًا للنساء اللواتي يرغبن في الحصول على المساعدات، بضرورة الحضور بأنفسهن إلى المواقع والتواصل المباشر مع موظفي المؤسسة، دون الاعتماد على وسطاء.
وأشار محرر “سودان لايف نيوز” إلى أن مواقع المؤسسة شهدت اكتظاظًا غير مسبوق منذ انطلاق عمليات التوزيع في 26 مايو الماضي، في وقت يعيش فيه القطاع أزمة إنسانية خانقة أجبرت الآلاف على السير لساعات عبر طرق وعرة وتحت تهديد القصف، للحصول على صناديق ثقيلة من الطعام والماء.
الأمم المتحدة تنتقد الآلية… والمؤسسة ترد
وانتقدت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية طريقة توزيع المساعدات، مؤكدة أن إجبار المدنيين على عبور مناطق عسكرية أو نقاط تابعة للجيش الإسرائيلي أمر غير إنساني، ويعرض الأرواح للخطر. وطالبت بتحييد العمل الإنساني عن التجاذبات السياسية والميدانية.
في المقابل، ردت مؤسسة غزة الإنسانية على هذه الانتقادات، معتبرة أن الأمم المتحدة ترفض التعاون مع المبادرة الوحيدة التي سمحت بها إسرائيل لتوفير المساعدات على نطاق واسع. وأكدت أن تعليق نشاطها جاء بعد ما وصفته بـ”تهديدات مباشرة من حماس”، الأمر الذي تسبب، وفق قولها، في حرمان مئات الآلاف من الجوعى من الحصول على الغذاء يوم السبت.
حماس ترد: لا علم لنا بالتهديدات
في تصريح مقتضب لوكالة “رويترز”، نفى مسؤول في حركة حماس علمه بأي تهديدات وُجهت لمؤسسة غزة الإنسانية، دون الإدلاء بتفاصيل إضافية. ويأتي هذا التصريح وسط تصاعد الاتهامات المتبادلة بين المنظمات العاملة في المجال الإنساني، والجهات السياسية والعسكرية التي تسيطر على مناطق معينة داخل القطاع.
الجدير بالذكر أن مؤسسة غزة الإنسانية مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقة بينها وبين حماس التي تسيطر على القطاع منذ سنوات، ويضع عمليات الإغاثة في سياق سياسي وأمني بالغ الحساسية.
مع استمرار الحصار ونقص الإمدادات، تبقى الأسئلة مفتوحة حول قدرة المجتمع الدولي على فرض آلية إنسانية فعالة تُعلي من مصلحة الجوعى، بعيدًا عن الحسابات السياسية والاصطفافات. فهل تنجح المؤسسة في إعادة الثقة مع السكان؟ أم أن العقبات الأمنية والسياسية ستجعل توزيع الخبز أقرب إلى مواجهة سياسية مفتوحة؟