متابعات سودان لايف نيوز – في مشهدٍ صادمٍ ومؤسفٍ يعكس حجم التدهور الأمني الذي يعيشه السودان، شهد مستشفى حوادث العظام بمدينة ود مدني، وسط البلاد، جريمة مروعة في أول أيام عيد الأضحى، حيث تعرض الطاقم الطبي لهجوم عنيف من قبل مجموعة مسلحة، خلفت إصابات جسيمة وحالة من الرعب في أوساط المرضى والعاملين.
تفاصيل الهجوم: رعب داخل غرف الإسعاف
بدأت الواقعة عندما وصلت مجموعة مكونة من 15 شخصًا إلى المستشفى، بينهم 10 كانوا يحملون أسلحة، ودخلوا إلى غرفة الطوارئ وهم في حالة من الهيجان والغضب. وبحسب شهود عيان، فقد هاجم المعتدون الكوادر الطبية أثناء محاولتهم إنقاذ مريض مصاب بطعنة سكين في القلب.
ومع تدهور حالة المريض ووفاته بعد 10 دقائق فقط من بدء الإسعافات، انهال مرافقوه بالضرب والشتائم والتهديد بالسلاح على الأطباء، والممرضين، والموظفين، غير مكترثين بالبيئة العلاجية أو بالمرضى الموجودين في المستشفى.
الضحايا: أسماء تحت رحمة الغضب الأعمى
من بين الضحايا الذين نالهم الاعتداء الوحشي كان الطبيب محمد محمود، الذي كتب على صفحته في فيسبوك:
“أنا دكتور محمد محمود، تم الاعتداء علي بالأمس في مستشفى العظام بود مدني من مرافقين. جاءنا مريض مطعون في الصدر وبدأنا الإسعافات، وبعد 10 دقائق توفي المريض، فقام مرافقوه بضربي أنا وباقي الطاقم الطبي.”
كما شملت قائمة المصابين الطبيب حازم، والممرضة لبنى، والعامل نجيب حامد، الذين تعرضوا لإصابات متفاوتة نتيجة الضرب والاعتداء بالسلاح.
صدمة وغضب في الأوساط الطبية: “كفى صمتًا”
الواقعة فجّرت حالة من السخط والغضب العارم في الأوساط الطبية والشعبية على حد سواء. فقد عبّر الأطباء والممرضون عن استيائهم الشديد من تكرار هذه الحوادث التي تهدد حياتهم، وتعرقل أداءهم المهني، وتؤثر على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأطلق العاملون في القطاع الطبي نداءً عاجلاً إلى السلطات الرسمية مطالبين:
-
بمنع دخول أي شخص إلى المستشفيات وهو يحمل سلاحاً
-
بتوفير حماية أمنية دائمة للمرافق الصحية
-
بسنّ قوانين صارمة لمعاقبة المعتدين على الطواقم الطبية
الخوف بدل الراحة: البيئة الطبية تتحول إلى جبهة قتال
أدى هذا الاعتداء إلى خلق بيئة من الرعب داخل المستشفى، حيث بدأ الأطباء والكوادر يشعرون بالقلق الشديد من أداء مهامهم، خصوصاً في ظل غياب أي إجراءات رادعة تحميهم. ويؤكد متخصصون أن استمرار هذه الانتهاكات سيقود إلى كارثة في المنظومة الصحية، ويجعل الكوادر الطبية تُفكر مراراً قبل أداء واجبها، خوفًا من بطش الغاضبين.
دعوات لتحرك عاجل من الدولة: لا لحماية المعتدين
بالتزامن مع انتشار الخبر، أطلق ناشطون ومواطنون دعوات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي تطالب بتدخل عاجل من السلطات، لإيقاف مسلسل الاعتداءات، وفرض هيبة الدولة داخل مؤسسات العلاج. كما شددوا على ضرورة اتخاذ قرارات فورية لحماية الطواقم الطبية باعتبارهم خط الدفاع الأول عن صحة الشعب.