كارثة وشيكة في كردفان: مئات الآلاف يواجهون الموت جوعًا وعطشًا!

هل تتحول كردفان إلى مقبرة صامتة؟ الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر وسباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح.

متابعات – سودان لايف نيوز- في قلب السودان، حيث تتصاعد وتيرة النزاع، تلوح في الأفق كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات الآلاف من الأبرياء. “سودان لايف نيوز” تستطلع اليوم أبعاد الأزمة في كردفان، حيث حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن عدم وصول المساعدات الضرورية يضع المنطقة على حافة الهاوية.

كردفان: ساحة حرب تجعل الحياة مستحيلة

تصاعدت حدة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وحلفائهم في غرب كردفان منذ مطلع مايو الماضي، وامتدت هذه المواجهات إلى بعض مناطق جنوب وشمال كردفان. هذا التصعيد العسكري لم يؤدِ فقط إلى انعدام الأمن، بل عرقل بشكل كبير وصول الإمدادات الحيوية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل مخيف.

أكد مكتب أوتشا في بيان له أن “حياة مئات الآلاف في منطقة كردفان ستبقى على المحك” دون وصول إنساني عاجل، آمن، ومستدام. القتال الدائر أجبر السكان على النزوح الواسع النطاق، وقطع عنهم شريان الحياة المتمثل في المساعدات الإنسانية. كما أن القصف المكثف في الأسابيع الأخيرة قد زاد الطين بلة، ليجد آلاف المدنيين أنفسهم محاصرين دون طعام، أو مياه نظيفة، أو حتى أبسط أشكال الرعاية الطبية.

هجمات مستمرة: المدنيون في مرمى النيران

لا تزال قوات الدعم السريع تشن غارات بطائرات مسيرة على مدينتي الأبيض وتندلتي في شمال كردفان، بينما تتعرض مدينة كادوقلي بجنوب كردفان لقصف مدفعي من الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو. هذه الهجمات العشوائية لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، مما يعمق معاناة السكان ويجعل حياتهم جحيمًا لا يطاق.

أوضح مكتب أوتشا أن ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان تُشكل ممرات حيوية لنقل المساعدات إلى إقليم دارفور، وهو ما يعني أن تعطل هذه الممرات يؤثر على مناطق أوسع من المتضررين مباشرة. تتزايد الاحتياجات في كردفان بشكل خاص، حيث أشار المكتب إلى أن بعض مناطقها باتت معرضة لخطر المجاعة، في ظل نقص حاد في الغذاء.

عقبات لوجستية: سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح

شدد مكتب أوتشا على أن انعدام الأمن، وتغير خطوط القتال المستمر، والمسافات الشاسعة عن المراكز اللوجستية الرئيسية مثل بورتسودان ومعبر أدري الحدودي، كلها عوامل تعيق العمليات الإنسانية بشكل كبير. فمدينة بورتسودان، الواقعة على ساحل البحر الأحمر في شرق السودان، تعد المركز الإنساني الرئيسي للبلاد، حيث يقع فيها الميناء البحري والمطار ومقار الأمم المتحدة.

ذكر مكتب أوتشا أن القتال في كردفان تسبب في قطع طرق المساعدات، لا سيما الطرق التي تربط مدينة الأبيض بالنهود والخوي في غرب كردفان، والدلنج وكادقلي في جنوب كردفان. وفي لقطة مؤثرة تعكس حجم الأزمة، أفاد المكتب بوجود قافلة من سبع شاحنات محملة بأغذية علاجية وأدوية للملاريا والسل وأقراص الكلور، تنتظر حاليًا الحصول على تصريح للذهاب إلى كادقلي.

موسم الأمطار: تحدٍ إضافي يهدد بالانهيار

على الرغم من أن الأمم المتحدة سيرت 95 شاحنة تحمل أكثر من ثلاثة آلاف طن متري من المساعدات خُصصت لحوالي 300 ألف شخص في شمال وغرب كردفان منذ مطلع هذا العام، إلا أن هذه الجهود تبقى قطرة في محيط الأزمة المتفاقمة.

أكد المكتب أن فرص الوصول إلى المجتمعات الضعيفة تتلاشى بسرعة، خاصة بعد بدء هطول الأمطار في يونيو الحالي واحتمال تدهور الوصول إلى جبال النوبة. تتوقف معظم طرق الإمداد في السودان بسبب رداءة الطرق خلال موسم الأمطار الذي يهطل من يونيو إلى أواخر سبتمبر، وهو الوقت الذي يشهد عادة أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي ويُطلق عليه “موسم الجفاف” بسبب ندرة الوصول للمساعدات.

ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومات والمنظمات الدولية لضمان وصول هذه المساعدات الحيوية إلى المتضررين قبل فوات الأوان، خاصة مع بدء موسم الأمطار؟ شاركونا آراءكم في التعليقات

Exit mobile version