“الكوليرا” تقتل 1540 شخصاً في 3 أيام بالخرطوم.. السودان على حافة “الكارثة الصحية” مع بدء موسم الأمطار!

نقابة الأطباء تحذر من انهيار النظام الصحي.. ومخاوف من تفشي "الحصبة" و"الضنك" وسط قصف المستشفيات وشلل خدمات الصرف الصحي!

الخرطوم – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”

الكوليرا تلاحق السودانيين .. تتزايد المخاوف بشكل كبير في السودان بشأن الانتشار المروع للأوبئة، خاصة مع بداية موسم الأمطار الذي ينذر بارتفاع حاد في حالات الإصابة بالأمراض الوبائية. هذا الوضع يتطلب نظرة جادة وفورية إلى الوضع الصحي الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور.

محرر “سودان لايف نيوز“، الذي يتابع بقلب مكلوم هذه المأساة، علم أن اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان كشفت، يوم الجمعة، عن ارتفاع صادم في عدد الوفيات الناتجة عن وباء الكوليرا، حيث وصل إلى 1540 حالة وفاة في ولاية الخرطوم خلال فترة ثلاثة أيام فقط، وذلك في ظل نقص حاد ومقلق في الخدمات الطبية. يعكس هذا الوضع المقلق تفشي المرض بشكل واسع، مما يثير مخاوف الأطباء من “انهيار وشيك” للنظام الصحي في البلاد، خاصة بعد توقف حوالي 80% من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع، وقرابة 45% من المرافق في المناطق الأخرى. المعلومة المفيدة والواضحة هنا هي العدد الهائل للوفيات في فترة قصيرة، وتأكيد نقابة الأطباء على انهيار النظام الصحي.

تتزايد المخاوف بشكل كبير في السودان بشأن الانتشار المروع للأوبئة

“الموت الزاحف”: الكوليرا تضرب أم درمان، نيالا، والرهد.. والمخاوف تتسع لـ”الحصبة وحمى الضنك”

وفي تصريح صادم، أشار المتحدث باسم اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، الدكتور سيد محمد عبد الله، إلى أن عدد الوفيات بالكوليرا في مدينتي أم درمان والخرطوم قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية. كما أفاد بزيادة حالات الإصابة بالكوليرا في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، حيث تم تسجيل 91 حالة إصابة، من بينها 10 حالات وفاة، بالإضافة إلى وجود 26 حالة في مركز العزل.

الكارثة لم تقتصر على هذه المناطق؛ فقد رصدت اللجنة تسجيل 100 إصابة جديدة بالكوليرا في مستشفى الرهد بولاية شمال كردفان، منها 15 حالة وفاة. وتستمر الحالات في التزايد في مناطق الفاشر ومخيم كساب للنازحين، فضلاً عن انتشار المرض في الضعين بشرق دارفور والجنينة بولاية غرب دارفور. هذه الأرقام المخيفة تعكس الوضع الصحي المتدهور الذي يواجهه السودان على نطيل وعرض البلاد، مما يتطلب استجابة عاجلة وفوق وطنية من الجهات المعنية لتوفير الرعاية الصحية اللازمة.

ليس الكوليرا وحدها التي تُشكل خطراً في هذه الفترة، بل إن هناك توقعات بحدوث تفشي لأوبئة أخرى مثل الحصبة وحمى الضنك. يتزامن هذا التصاعد في الأوبئة مع دخول البلاد في موسم الأمطار، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض بسهولة أكبر عبر المياه الملوثة وتجمعات النفايات.

“الصرف الصحي المتدهور” و”قصف المستشفيات”: الحرب تضاعف المعاناة

الوضع الصحي في البلاد يتسم بالهشاشة الشديدة، حيث يعاني النظام الصحي من انهيار شبه كامل. تتفاقم الأزمة الصحية في ظل عدم توفر الإمكانيات والموارد اللازمة لمواجهة هذه التحديات الضخمة. الناس بحاجة ماسة إلى دعم صحي قوي وشامل لمواجهة ما يطرأ من أمراض، ولكن الإمكانيات المتاحة لا تسعفهم في معركتهم ضد الموت الصامت.

إنه لمن المؤسف أن نظام الصرف الصحي في العديد من المناطق يعاني من التدهور والانهيار الكامل، مما يزيد من حدة الوضع الصحي. وجود نظام صرف صحي متدهور يعني أن هناك مخاطر حقيقية ومباشرة لانتقال الأمراض من خلال المياه الملوثة، وهو ما يهدد سلامة المجتمع بأسره ويعرضه لخطر الأوبئة الفتاكة.

تستمر الحرب الدامية في السودان، ويزيد القصف المتواصل على المستشفيات والمرافق الصحية من معاناة المدنيين، ويعرض حياة الكثيرين للخطر. هذه الاعتداءات تعيق أيضاً وصول خدمات الصحة الأساسية للمتضررين الذين هم في أمس الحاجة إليها. إن الوضع في المستشفيات يتطلب تدخلاً طارئاً وفورياً من قبل المجتمع الدولي والجهات المعنية لمساعدة المرضى الذين يُتركون لمواجهة مصيرهم بلا رعاية.

“معاناة توازي غزة وأوكرانيا”: نداء إنساني عاجل لإنقاذ السودان

إن المعاناة التي يعيشها الناس في هذه الظروف يصفها الكثيرون بأنها توازي المعاناة التي يعيشها سكان غزة، أوكرانيا، والصومال. إن تجارب الفقد والحرمان التي يواجهها الناس في ظل الحرب والفقر والأوبئة تُشكل واقعاً مؤلماً يحتاج إلى تدخل قوي وعاجل من قبل المجتمع الدولي، وتقوية فورية للجهود الإنسانية.

إن الوضع الصحي في السودان يتطلب اهتماماً عاجلاً وسريعاً غير مسبوق. لا يمكن تجاهل أوضاع المجتمعات التي تعاني من أزمة صحية خانقة، بل يجب التحرك الفوري لإنقاذ الأرواح وتقديم الدعم اللازم للمتضررين. تتطلب الظروف الحالية استجابة شاملة وموحدة من جميع الفاعلين في المجالين الصحي والإنساني لضمان توفير الحماية والرعاية لكل المحتاجين، قبل أن تتحول الكارثة إلى إبادة جماعية صامتة.

 

Exit mobile version