“كارثة صحية” تضرب السودان.. الكوليرا تحصد الأرواح و”قرارات حكومية” تشل يد الإغاثة!

رئيس منظمات المجتمع المدني يدق ناقوس الخطر: الخرطوم والجزيرة في عين العاصفة.. وتجميد العمل الإنساني "جريمة بحق المواطن"

الخرطوم – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”

في صرخة مدوية تعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة في السودان، أكد رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية، الدكتور عادل عبد الباقي، أن الأوضاع الصحية في البلاد بلغت مستويات “شديدة الخطورة وتكاد تكون كارثية”. وأشار بشكل خاص إلى ولايات الخرطوم، الجزيرة، النيل الأبيض، وشمال كردفان، حيث ينتشر وباء الكوليرا بصورة “مرعبة” منذ فبراير/شباط من العام الحالي.

 

محرر “سودان لايف نيوز“، الذي يتابع بقلب مكلوم هذه الكارثة الإنسانية، علم من تصريحات الدكتور عبد الباقي لوكالة “سبوتنيك” يوم الأربعاء، أن تفاقم الصراع العسكري في الآونة الأخيرة أدى إلى خروج كامل للمراكز الصحية والمستشفيات في الخرطوم عن الخدمة. هذا الانهيار تزامن مع نقص حاد في الدعم الدولي من المنظمات الأممية للمنظمات المحلية السودانية، التي تعمل الآن جاهدة لمجابهة الأزمة والأوبئة، ورغم ذلك ينهار الوضع الصحي كلياً في ولاية الخرطوم. المعلومة المفيدة والواضحة هنا هي الربط المباشر بين الصراع وتوقف الخدمات الصحية ونقص الدعم الخارجي.

 

“تجميد الأنشطة”: قرار يفاقم المأساة و”يعرقل” الإغاثة

وتابع عبد الباقي مبيناً ما فاقم من حدة هذه الأزمة الإنسانية: “القرارات الأخيرة التي صدرت بتجميد كافة أنشطة تجمع منظمات المجتمع المدني وكافة المنظمات العاملة في الحقل الإنساني خلال الأسبوعين الماضيين”. هذه القرارات، بحسب عبد الباقي، تُعد “جريمة بحق المواطن”، خاصة وأن بعض هذه المنظمات كانت تقوم بـ”أعمال صحية وتوعوية للمجتمعات المستضعفة”.

وأشار رئيس تجمعات المجتمع المدني إلى أن “كل الأنشطة الإنسانية والإغاثية بكافة أنواعها متوقفة الآن في ظل عدم تعاون من الجهات الحكومية المسؤولة، بل يتم عرقلة عمل تلك المنظمات بفرض رسوم عليها”. هذا الأمر، كما أوضح عبد الباقي، دفع بالجهات الأممية المهتمة بالشأن الإنساني إلى “العزوف أو تقليل اهتمامها بالسودان”، مما ينذر بعزلة إغاثية تزيد من معاناة المدنيين.

نداء عاجل إلى “حكومة بورتسودان”: المواطن يدفع الثمن

طالب الدكتور عبد الباقي بلهجة لا تخلو من الاستغاثة، “الحكومة في بورتسودان بأن تعيد النظر في قراراتها بوقف منظمات المجتمع المدني التطوعية والقرارات التي أصدرها مجلس السيادة ومفوضية العون الإنساني حول الوضع الإنساني في البلاد”. وختم عبد الباقي تصريحاته بتأكيد مرير يختزل الأزمة كلها: “المواطن هو الآن يموت ويدفع ثمن هذه الحرب وثمن هذه الكارثة”. هذا النداء يُعد بمثابة صفعة للضمير العالمي، ويكشف عن حجم الإهمال الذي يتعرض له الشعب السوداني في خضم صراع لا يرحم.

Exit mobile version