الجيش السوداني ينشر خريطة جديدة لمناطق سيطرته في السودان

متابعات سودان لايف نيوز – تظهر الخريطة الجديدة التي نشرها الجيش السوداني تركيزاً واضحاً على السيطرة على المناطق الاستراتيجية، بما في ذلك الميناء الرئيسي في شرق البلاد والمناطق الشمالية حتى الحدود مع مصر. هذه الخريطة، التي تم إصدارها صباح يوم الأربعاء من قبل الصفحة الرسمية للجيش، تحمل توقيع هيئة الاستخبارات العسكرية وهيئة العمليات المشتركة، وتوضح توزيع السيطرة العسكرية في مختلف أنحاء البلاد.

وفقاً للمعلومات الواردة في الخريطة، يسيطر الجيش السوداني على معظم المناطق في شمال وشرق السودان، بينما تمتد سيطرة قوات الدعم السريع إلى مساحات واسعة من إقليم دارفور وبعض المناطق في ولايتي جنوب وغرب كردفان. على مدار أكثر من عامين من النزاع الذي بدأ في منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، شهدت المناطق المتنازع عليها تبادلاً في السيطرة بين الطرفين، إلا أن الجيش تمكن مؤخراً من استعادة السيطرة على ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم.

تستخدم الخريطة الحديثة نظام الألوان لتوضيح مناطق النفوذ، حيث يشير اللون الأخضر إلى المناطق التي تحت سيطرة القوات الحكومية، بينما يرمز اللون الأحمر إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. كما تم تمييز مناطق الاشتباكات والنزاعات باللون البنفسجي، في حين تم استخدام اللون الأصفر لتحديد بعض الجيوب الأخرى. هذه التفاصيل تعكس الوضع العسكري الحالي وتعطي صورة أوضح عن التوزيع الجغرافي للقوى المتنازعة في السودان.

يصدر نشر هذه الخريطة في وقت تشهد فيه الحرب بين الطرفين عامها الثالث، وسط تصاعد ميداني مستمر وتدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، بالإضافة إلى نزوح جماعي في عدة ولايات.

تعكس الخريطة واقعًا ميدانيًا معقدًا للغاية، حيث يتركز الجيش في المناطق الاستراتيجية مثل شرق السودان، حيث يقع الميناء الرئيسي في بورتسودان، وكذلك شمال البلاد حتى الحدود مع مصر. بينما تتواجد قوات الدعم السريع في الإقليم الغربي، خصوصًا في دارفور وبعض المناطق الحدودية مع تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.

يرى المراقبون أن نشر هذه الخريطة يهدف ليس فقط إلى توضيح موازين القوة، بل أيضاً إلى إرسال رسالة سياسية تتعلق بشرعية الحكومة وامتلاكها للسيادة على أجزاء واسعة من البلاد، وذلك في ظل الاتهامات التي يوجهها الجيش لقوات الدعم السريع باستخدام العنف ضد المدنيين واحتلال مناطق من خلال تحالفات قبلية.

لم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي حول الخريطة المنشورة، لكن مصادر ميدانية تدعمها أعربت عن شكوكها في دقة التقسيم المقدم، مشيرة إلى أن الوضع على الأرض أكثر تعقيداً مما تظهره الخرائط الرسمية.

يعتقد المحللون أن الصراع لم يعد مقتصراً على الجانب العسكري فقط، بل أصبح يتضمن أيضاً مجالات حرب المعلومات، حيث تلعب الخرائط والبيانات دوراً أساسياً في تشكيل آراء الجمهور المحلي والدولي

 

Exit mobile version