
في لفتة دبلوماسية لافتة، أهدى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، القلم الذي استُخدم في توقيع اتفاقيات بين البلدين. هذه الهدية الرمزية، وهي قلم من طراز “مونت بلانك 149” الفاخر، جاءت لتوثيق الحدث الهام.
ويُعرف هذا النوع من الأقلام بأنه المفضل لدى كبار الشخصيات والدبلوماسيين، وهو ما يختلف عن قلم “شاربي” الأسود الذي يشتهر ترامب بتفضيله لتوقيع الوثائق الرسمية.
استقبل ترامب الهدية بابتسامة واضحة، ولوّح بالقلم أمام عدسات الكاميرات قبل أن يعيده إلى الطاولة، ثم سرعان ما وضعه في جيبه. هذا المشهد أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث علّق البعض بسخرية بأن “القلم أغلى من بعض الصفقات”، بينما تساءل آخرون عما إذا كان ترامب سيضيف “مونت بلانك” إلى قائمة علاماته التجارية المفضلة.
مباحثات موسعة وقضايا استراتيجية
جاءت هذه اللفتة الرمزية في أعقاب مباحثات وصفت بالـ”رائعة” بين الجانبين. وأكد الشيخ تميم أن اللقاء شهد “نقاشًا رائعًا حول عدد من القضايا المهمة، أبرزها العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي”، مشددًا على ضرورة تعزيز الشراكة بين قطر والولايات المتحدة في مختلف المجالات.
من جانبه، أوضح الرئيس الأمريكي السابق أن المباحثات تناولت ملفات دولية بارزة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والملف الإيراني. وصرح ترامب: “قضينا ساعتين في مناقشة قضايا العالم، وقد ساعدتنا قطر كثيرًا، خصوصًا في ملفات روسيا وأوكرانيا”.
نمو اقتصادي وطلبية تاريخية لـ”بوينج”
أشار ترامب أيضًا إلى النمو الاقتصادي “غير المسبوق” في العلاقات بين البلدين. ولفت إلى أن شركة “بوينج” الأمريكية حصلت على أكبر طلبية في تاريخها من قطر، تشمل 160 طائرة لصالح الخطوط الجوية القطرية، بقيمة تصل إلى 200 مليار دولار، وفقًا لما نقلته وكالة فرانس برس.
وخلال اللقاء، أشاد ترامب بمتانة العلاقات القطرية الأمريكية، قائلاً: “لطالما جمعتنا صداقة قوية وعلاقة مميزة”، وأضاف: “يشرفني أن أكون هنا في هذا المكان الجميل، وأتوجه لكم بجزيل الشكر”.
تأتي هذه الاتفاقيات الأخيرة كجزء من جهود تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الدوحة وواشنطن، في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة.