عوض عدلان يكتب : من يوقف هذا العبث..!!

وما زالت حرب (الديوك) مستمرة ففي تزامن (غريب) ضرب الدعم السريع مطار بورتسودان وقاعدة عثمان دقنة العسكرية ودمر مستودعات الوقود مما أدى لتأجيل كافة الرحلات الجوية والعابرة وفي ذات الوقت ضرب طيران حكومة بورتسودان مطار نيالا ودمر العديد من المنشآت داخله وكأنما هناك إتفاقاً بينهما بتبادل الضربات وتسارع غير مسبوق لتدمير البنى التحتية للسودانيين والغريب أن كلا الطرفين (فرحين أوي) ويعتبران الأمر انتصاراً غير مسبوق حسب البيانات الصادرة منهما وكأنما مطاري بورتسودان ونيالا في أرض خارج حدود الوطن ليستمر التدمير الممنهج للمنشآت والإعلان بأن هذه الحرب ليس بين قوتين مسلحتين يطمع كل واحد منهما في السيطرة على السلطة بل ضد الوطن وأرضه وإنسانه .

ولم يتوقف الأمر على هذه الضربات، بل كانت لها تداعياتها في إرباك المشهد العبثي للحرب.

ففي بورتسودان شن جهاز الأمن والكتائب التابعة له حملة إعتقالات واسعة وسط لجان المقاومة والناشطين وقامت بإجلاء سريع (للبرهان) وبعض القيادات الإسلامية المتواجدة هناك كما قام الدعم السريع في مدينة نيالا أيضا بحملة إعتقال لما أسمتهم بالمتعاونين مع نظام بورتسودان وإخلاء الثكنات حول المطار في إستهداف واضح للمواطن الغلبان الذي لا يملك من أمره شيئاً.

رغم أن هذا العبث يحتاج فقط لإرادة صادقة و(جرة قلم) بالجلوس لمائدة حوار يسبقه إعلان لوقف إطلاق النار من الطرفين وإعلام سلام يدعم فكرة أن الحوار لا يعني الإستسلام التي اسسها الرئيس المصري الراحل أنور السادات وهو يتصدى لكل دعوات إستمرار الحرب والتخوين، وسافر إلى إسرائيل بكل شجاعة ثم (كامب ديفيد) للتوقيع على سلام بين مصر وإسرائيل مستمر حتى اليوم وكان السبب الرئيس للنهضة المصرية وحقن دماء الملايين من أبناء الشعب المصري.

وإذا لم نتجاوز الدعوات التي تقودها فلول العهد البائد بأن الجنح للسلام يعتبر نوعا من الإستسلام وتخوين القوى المدنية التي تقود الدعوة لوقف الحرب فإن دائرة هذه الحرب اللعينة ستظل مشتعلة لسنوات طويلة وستقود الى تقسيم الوطن وتدميره تماماً ففي كافة الحروب الداخلية يظل المنتصر مهزوم والخاسر الوحيد هو الشعب ومستقبل الوطن وعلينا جميعا تبني هذا الخيار وإلا فإننا لن نجد قريبا (دولة) نتقاتل من أجل السيطرة على مواردها…

الجريدة

Exit mobile version