في تصعيد عسكري استمر لأكثر من 20 شهرًا، تمكن الجيش السوداني من كسر الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على عدد من المواقع الاستراتيجية في العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مقر القيادة العامة للجيش، وسلاح المدرعات، وسلاح الإشارة. وقد شهدت هذه المواقع معارك شرسة منذ بداية الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023، حيث حاولت قوات الدعم السريع السيطرة عليها عبر هجمات متكررة باستخدام المدرعات والدبابات والقناصة.
مقر القيادة العامة: معركة رمزية وصمود تاريخي
مقر القيادة العامة للجيش السوداني، الذي يضم أركان القيادة البرية والبحرية والجوية، كان أحد أبرز الأهداف التي هاجمتها قوات الدعم السريع منذ اليوم الأول للحرب. ووفقًا لمصادر عسكرية، نجحت القوات المهاجمة في التوغل داخل المقر خلال الأيام الثلاثة الأولى، لكن الجيش تمكن من صد الهجمات عبر ضربات خاطفة وتدخل فعال من المدفعية والطيران. واستمر الحصار لمدة 21 شهرًا، مما اضطر الجيش إلى استخدام الطائرات لإسقاط المؤن والمواد الطبية للجنود المحاصرين.
سلاح المدرعات: صمود أمام 180 هجومًا
سلاح المدرعات، الواقع جنوب الخرطوم، تعرض لحصار شديد من قبل قوات الدعم السريع، التي حاولت السيطرة عليه عبر أكثر من 180 هجومًا. ومع ذلك، تمكن الجيش من صد هذه الهجمات بفضل الدعم الجوي والخطط الدفاعية المحكمة. وأفاد مقاتلون في سلاح المدرعات بأن القوات المهاجمة استخدمت قناصة محترفين وأسلحة ثقيلة، لكنها فشلت في تحقيق اختراق حاسم.
سلاح الإشارة: حصار دام 21 شهرًا وكسر أخير
سلاح الإشارة، الموجود في مدينة الخرطوم بحري، تعرض أيضًا لحصار طويل الأمد، حيث انتشر قناصة قوات الدعم السريع على بعد أمتار قليلة من المعسكر. ومع ذلك، تمكن السلاح من الصمود أمام الهجمات المتكررة، بما في ذلك القصف المكثف الذي وصل إلى 900 قذيفة في اليوم الواحد. وأخيرًا، نجح الجيش في فك الحصار عن سلاح الإشارة بالتزامن مع تحرير مقر القيادة العامة.
كسر الحصار: عمليات برية وجوية ناجحة
تمكن الجيش السوداني من كسر الحصار عبر عمليات برية مكثفة انطلقت من محور مدينة الخرطوم بحري، مدعومة بالطيران الحربي. وقد أسفرت هذه العمليات عن تحرير المواقع المحاصرة وإلحاق خسائر فادحة بقوات الدعم السريع. وأكد ضباط في الجيش أن صمود القوات المدافعة وتلاحمها كانا العامل الحاسم في إفشال محاولات السيطرة على هذه المواقع الحيوية.
خلاصة
بعد أكثر من عامين من الحصار والمعارك الضارية، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على المواقع الاستراتيجية في الخرطوم، مما يعكس تحولًا كبيرًا في موازين القوى على الأرض. ومع استمرار الحرب، تبقى هذه الانتصارات علامة فارقة في الصراع الدائر في السودان.