أبرز المواضيعمقالات وتقارير صحفية

سندس القيسي تكتب السودان بلد الانقلابات الدائمة وآفاق المصالحة

سندس القيسي

التنازع على السلطة بين أفراد القيادة العسكرية في السودان والدائر بين قائد القوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان، الرئيس الفعلي للبلاد وقوات الدعم السريع التي يترأسها نائبه محمد حمدان دقلو المشهور ب حميدتي، يعيد إلى الأذهان انقلابات ماضية شهدها هذا البلد الذي لا يخلو من اضطرابات سياسية متعددة.

وبحسب وكالة الاناضول ثلاث إنقلابات نجحت وثمانٍ فشلت منذ استقلال السودان عن الحكم البريطاني عام 1956. وعزا موقع البي بي سي أسباب الصراع بين المتحاربين في الخرطوم وعدة مناطق أخرى إلى “اختلاف الرجلين على الإتجاه الذي تسير فيه البلاد وعلى مقترح الإنتقال إلى حكم مدني.” ودعت قوى الحرية والتغيير إلى العصيان المدني ورفض الإنقلاب.

لكن الإنقلاب الأخير الذي حصل في السودان في 25 اكتوبر 2021 حيث قام الجيش السوداني بالتمرد على الحكومة المدنية واعتقال رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك كان بمثابة دق المسمار الأخير في نعش الاستقرار النسبي والإستمرارية الذين جاء بهما عهد البشير على مدى ثلاثة عقود هي فترة حكمه.

وفيما نجح البشير بالنغلب على عدد من الإنقلابات في عهده، انتهت في معظمها بإعدام القائمين عليها. فإن الجيش انقلب عليه في عام 2019 إثر مسيرات جماهيرية حاشدة طالبت برحيله. ويعد حكم البشير الأطول في تاريخ السودان التي يبلغ تعداد سكانها بما يقارب من 46 مليون نسمة وهم ذو أصول عربية وإفريقية ونوبية، وقد جاء حكم البشير بعد انقلابه على حكومة الصادق المهدي في 30 يونيو/ حزيران 1989.

وفي مقالة “اتفاق المصالحة في السودان بدون وجهة”، عبر موقع صدى للتحليلات عن الشرق الأوسط عن وجهة نظر المحتجين الذين انتقدوا “المحادثات السرية التي جرت مؤخرًا بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية من جهة وقوى إعلان الحرية والتغيير من جهة أخرى، معتبرين أنها تفتقر للشرعية”.

في ضوء كل هذه المعطيات، من المستبعد أن يصل الطرفان إلى حلٍ جذري للأزمات في السودان ولا يبدو أن هناك حلولاً في الأفق بسبب تمسك أطراف النزاع بمواقفهم وعدم وجود ثقة في الجهود والوساطات الإقليمية والدولية لحل الأزمة.

كاتبة اردنية راي اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى