كنت متوقعا منذ بداية الازمه لهذه الإجراءات التي اتخذتها مؤخرا اغلب الدول العربية تجاه السودان والسودانيين، فهمي ليست غريبه عليهم فمن أغلقوا الحدود سابقا امام جيرانهم واخوانهم السورين، والعراقيين، والليبيين، واليمنين، لا عجب أن يغلقوا أبوابهم ويديروا ظهورهم للسودان اليوم.
نعم كنت وكنا نتوقع هذا التصرف ولكن
ربما كان لدينا عشم في من ظللنا ندعوهم بالأخوة ونصفهم بالأشقاء، ولم تحزني الأبواب التي أغلقت في حد ذاتها، بقدر ما أحزنتني طريقه الإغلاق نفسها، حيث كانت فظيه ومهينه، كمن أصفد الباب بقوه في وجه ضيف ات بعشم.
أصفدت الأبواب في وجوهنا دون رحمه ودون مراعاة حتى للأعراف والاتفاقيات الدولية، والا ماذا نقول عن تلك الدول التي ألغت زيارات الدخول لمن منحتهم اذان الدخول مسبقا ليتفاجؤوا بالقرار وبالمنع وهم في المطارات وعلى أعتاب الطائرات؟!، لتتبدد حينها امال بعضهم بفرص عمل هم في أشد الحوجه اليها وفرص لإعالة الاهل وذويهم في ذألك البلد المشتعل، وتضيع مع الآمال أموالهم التي بذلوها في التذاكر وإجراءات السفر وتكاليف الوصول للمعابر فوق عناء السفر، هذا القرار اشبه تماما بمن يسحب طوق النجاة بعد أن مده لغريق ووقف بكل ساديه يشاهده وهو يحتضر.
وماذا أقول عن تلك الجارة التي ضيقت الخناق والغت اتفاقيه مبرمة بيننا منذ عقود فجأة؟!، لتترك النساء والأطفال والشيوخ يحتضرون على المعابر طلبا لإذن الدخول والذي لا تقوى أقدامهم المنهكة والكهلة على الوقف لانتظاره.
فرضة عليهم تأشيرات بحجه أن هناك تزوير؟!، ومالذي سيدفع بهذه الفئات ان تزور تأشيرات وهي لم تكن بحوجتها وهي فئات معفية من الأساس؟!!!
قد اتفهم التضيق والتدقيق على الشباب لدواع امنيه خوفا من الإرهاب و الاخوان المسلمين وعقب قيام الجيش بإفراغ السجون ولكن الأطفال والنساء والشيوخ فوق ال٦٥ ومن يسمون بالفئات المستضعفة ما الخطر والمخاوف من استقبالهم؟!!!
نعم لا نستطيع ولا نملك أن نحاسب دوله على عدم رغبتها في استضافتنا، ولكن نملك أن نعي الدرس ونتذكر، ونعامل غدا بالمثل.
“فتلك الأيام دول”، وذلك السودان الذي ظل فاتحا وشارعا أبوابه على مصراعيها لكل محتاج يجب أن تتعلم أبوابه الإغلاق، وذلك السودان الذي ارسل المؤن بالقطارات لتلك الجاره في حربها وحين هزيمتها سابقا يجب أن يتعلم أن يغل يده، والسودان الذي ارسل رجاله للمشاركة في الحروب دفاعا عن تلك الدول، يجب أن يبخل برجاله لمن بخلوا باستضافة نسائك وشيوخه واطفاله.
يجب أن نتعلم سياسه المثل، من فتح لنا بابا نفتح له بابا لا أكبر ولا أصغر، ومن وارب لنا بابا نوارب له بابنا، ومن أوصد في وجهنا بابا نغلق نوصد في وجهه أبوبنا.
وليذكروا