أبرز المواضيعمقالات وتقارير صحفية

لولا المعلّم… يا دنياي مُظلِمة

لولا المعلّم… يا دنياي مُظلِمة
داليا الأسد
المعلّم هو حجر الزاوية في بناء الأمم وصانع المستقبل. ويتجاوز دوره مجرد نقل المعرفة ليصبح مرشدًا وموجّهًا وقائدًا؛ يزرع القيم والأخلاق، ويبني الشخصية، ويكسب الطلاب المهارات اللازمة، ويعمل بصبر وتفانٍ لتحفيزهم على التفوق وتحقيق طموحاتهم. وهو أساس التقدم الحضاري، إذ يخرج من بين يديه جميع المهنيين كالأطباء والمهندسين وغيرهم، ما يستدعي دعمه مجتمعيًا وسياساتيًا لضمان جودة التعليم واستدامته.
ويحظى المعلّم بتقدير عظيم لدوره في بناء العقول وبث المعرفة والقيم، وغالبًا ما يُشبَّه بـ«الرسول» أو «المنارة». وتبرز قيمة عطائه غير المشروط في أقوال خالدة مثل:
«قم للمعلم وفِّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولًا»،
وأمثلة أخرى تعبّر عن مكانته، كقولهم: «لولا المعلّم… يا دنياي مُظلِمة».
فالتقدير هنا لأنه مربٍّ قبل أن يكون معلّمًا؛ يزرع العلم والأخلاق معًا لينهض بالأمم. ولكل من علّمنا حرفًا حتى صرنا نبني الأوطان، يتأكد دوره التربوي والوطني.
المعلّم هو اليد التي تمسك بأحلامنا الصغيرة، ويقودنا بثبات نحو نور المعرفة؛ يصنع الوعي، ويبني العقول، ويهذّب النفوس. ودوره متعدد الأوجه، يجمع بين التعليم والتربية والإلهام.
وتُوضع مكانة المعلّم في مصاف رفيع يلامس أدوار الأنبياء والرسل في بناء المجتمع؛ إذ يؤكد الواقع أن عطاؤه أساس نهضة الأفراد والأوطان، ما يستوجب احترامه وتقديره فوق كل اعتبار.
ودور المعلّم لا يقتصر على نقل المعرفة وتطوير المهارات؛ فهو يخطط للدروس، ويقدّم المعلومات، ويحدّد الواجبات، ويقيّم أداء الطلاب. كما يعمل قدوةً حسنة، يغرس القيم الإنسانية والأخلاقية، ويقدّم الدعم العاطفي لتنمية شخصية الطالب المتكاملة، لا الأكاديمية فحسب. ويستخدم أساليب مبتكرة لجذب انتباه الطلاب، ويشجّع الحوار والتفكير النقدي، ممهدًا الطريق ليصبحوا أفرادًا منتجين ونافعين للمجتمع.
وتكمن أهمية المعلّم في كونه أساس الحضارة والبنية التحتية التي تقوم عليها الأمم، وصانع الأجيال والمستقبل، ومصدر الإلهام؛ يزرع البذور الأولى للمعرفة والعلوم والاكتشافات، وهو صانع المهن الذي يخرج منه الأطباء والمهندسون والمفكرون وسائر فئات المجتمع.
أما صفات المعلّم المتميّز فتتمثل في إتقان المادة العلمية، وامتلاك فهم عميق لما يدرّسه، والقدرة على توصيل الأفكار بوضوح، والاستماع بفعالية، وجعل الدروس ممتعة وجذابة. كما يتعامل مع طلابه بحنان، ويساعدهم على تجاوز الصعوبات، ويعلّمهم الصدق والمثابرة، ويقودهم نحو الطريق الصحيح في حياتهم.
وباختصار، المعلّم رسول العلم والمربّي الأول الذي يفتح أبواب المعرفة ويصنع العقول، وهو الاستثمار الأهم لأي مجتمع يسعى إلى التقدم والازدهار.
ومن هنا، أناشد الأسر والمجتمع كافة بتوعية أبنائنا باحترام المعلّم وتقديره، لا سيما في ضوء الحادثة الأخيرة المتداولة على المنصات الإسفيرية، ليعكس ذلك مدى احترامنا وإجلالنا للمعلّم ومحبتنا له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى