اشرف طه يكتب: قلنا ليكم ما بتبقى (1) !!
عن نفسي لم اعترض على خروج الشعب السوداني للتظاهر بسبب تدهور الأوضاع المعيشية، رغم أن معظم تلك الأزمات كانت مصنوعة ومفتعلة. فالشعب السوداني ظل يعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية متكررة منذ سنوات طويلة، وكان من الطبيعي أن يثور ضد السياسات التي زادت من معاناته، خاصة سياسة الصدمة التي طبقتها حكومة معتز موسى في ذلك الوقت، دون أي تمهيد أو توعية للمواطنين بخطورتها وتأثيرها القاسي على حياتهم اليومية.
انطلقت شرارة التغيير من هذا الواقع الصعب، وكان من الممكن أن تتوقف بعد أن أعلن الرئيس السابق عمر البشير عن مجموعة من القرارات الجديدة، وبعد أن تأكد أن الشعب السوداني قادر على التعبير عن رأيه والضغط من أجل التغيير.
لكن للأسف، استغلت بعض الأحزاب السياسية خروج الشعب واستفادت من حراكه، فحولت مطالبه المشروعة إلى وسيلة لتحقيق مصالحها الخاصة. تبنت هذه الأحزاب الثورة وركبت موجتها بسهولة، بمساعدة بعض السفارات الغربية والآلة الإعلامية التي دعمتها، حتى تمكنت من إجبار القوات المسلحة على مشاركتها في فترة انتقالية.
ورغم أن تلك الأحزاب كانت متفقة على إسقاط نظام البشير، إلا أنها كانت مختلفة تماماً في رؤاها وأهدافها وطموحاتها. وقد ظهر هذا الخلاف بوضوح خلال فترة حكمها، حيث فشلت في تشكيل حكومة تحظى بإجماع الشعب السوداني، فانقسمت القوى السياسية وتعمقت الخلافات، وحدث ما حدث.
نواصل…
