أعلن مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، أن اللجنة الرباعية المعنية بالملف السوداني — التي تضم الولايات المتحدة، مصر، السعودية، والإمارات — توصلت إلى اتفاق لتشكيل لجنة مشتركة تهدف إلى تعزيز التنسيق حول الأولويات العاجلة في السودان.
وقال بولس، في بيان نشره عبر منصة “إكس” اليوم السبت، إن الخطوة تمثل نتيجة مباشرة لاجتماع عقد في واشنطن، وتعد محاولة عملية لإحياء آليات العمل المشترك بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السودانية، وسط تعقيدات متزايدة في المشهدين السياسي والإنساني بالبلاد.
دعم الانتقال السياسي ومنع التدخلات الخارجية
وأوضح بولس أن الاجتماع ناقش سبل الحد من التدخلات الخارجية في النزاع الدائر، مع التركيز على الدفع بعملية انتقال سياسي نحو حكم مدني شامل.
وأضاف أن الدول المشاركة أبدت توافقًا حول ضرورة حماية المسار السياسي من التأثيرات الإقليمية، وتعزيز دور المؤسسات المدنية في المرحلة المقبلة.
ويأتي هذا التوجه في ظل تصاعد الدعوات الدولية لوقف الحرب وعودة الأطراف السودانية إلى طاولة الحوار، amid تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية إذا استمر الصراع دون حل سياسي واضح.
هدنة إنسانية وتأكيد الالتزام الدولي
وأشار بولس إلى أن الاجتماع بحث أيضًا إمكانية إعلان هدنة إنسانية عاجلة تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار في السودان، مؤكدًا التزام الدول الأربع بالبيان الصادر في 12 سبتمبر الماضي، الذي شدد على ضرورة إنهاء العنف وتهيئة الظروف لعملية سياسية شاملة.
وتُعد هذه الهدنة المقترحة خطوة أساسية لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها ملايين السودانيين في ظل انهيار الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية، كما تعكس رغبة دولية متزايدة في كبح التصعيد العسكري ودعم جهود الوساطة.
يرى مراقبون أن تشكيل اللجنة المشتركة قد يمثل نقطة تحول في تنسيق الجهود الدولية تجاه السودان، لكنه يبقى مرهونًا بمدى التزام الأطراف المتحاربة بالتهدئة والانخراط في عملية سياسية جادة تقود إلى سلام دائم واستقرار مستدام.
