
أعلنت سفارة السودان لدى المملكة العربية السعودية صدور تعميم رسمي من وزارة الخارجية المصرية لمنح تأشيرات دخول خاصة للطلاب السودانيين المقبولين بالجامعات المصرية، في خطوة تهدف لتسهيل التحاقهم بالعام الدراسي الجديد بعد تأخر طويل منذ يوليو الماضي. القرار يأتي في إطار التنسيق بين الخرطوم والقاهرة لتوفير بيئة تعليمية بديلة في ظل استمرار الأزمة الأمنية والتعليمية بالسودان.
تسهيلات التأشيرات للطلاب السودانيين
أكدت السفارة أن السفارات المصرية أصدرت حتى الآن 1,074 تأشيرة، ومن المتوقع استكمال إصدار 480 تأشيرة إضافية خلال يومي الأحد والإثنين القادمين. ودعت الطلاب السودانيين لمراجعة السفارات المصرية في الدول التي يقيمون بها لاستكمال الإجراءات ضمن المدة المحددة، وفق التعليمات الرسمية لضمان سرعة إنجاز المعاملات.
اتهامات واستغلال مالي
في المقابل، اشتكى أولياء أمور طلاب سودانيين من مكاتب وسماسرة، بعضهم سودانيون، يتاجرون بتأشيرات الدراسة ويبتزون الأسر ماليًا، مطالبين بمبالغ تتراوح بين 2,000 و2,500 دولار لتسريع الإجراءات، في ظل غياب دور فعال للسفارة السودانية بالقاهرة.
ارتفاع تكاليف التعليم
يواجه الطلاب السودانيون صعوبات مالية كبيرة، حيث تتراوح تكاليف الدراسة في مصر بين 2,700 و3,000 دولار، دون احتساب السكن والمعيشة، بينما يصل إجمالي الرسوم لمؤسسات التعليم الخاصة نحو ألفي دولار سنويًا لكل طالب، ما يجعل التعليم عبئًا كبيرًا على الأسر في ظل غياب الدعم الحكومي والدولي.
زيادة اللجوء للتعليم المصري
منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ارتفعت أعداد الطلاب السودانيين المتوجهين إلى الجامعات المصرية، حيث توفر التعليم ضمن بيئة مستقرة مقارنة بالجامعات السودانية التي تواجه تحديات كبيرة تشمل ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور البنية التحتية.
عودة جزئية للجامعات السودانية
على الرغم من عودة جزئية لطلاب كلية الطب بجامعة الخرطوم منذ أبريل 2025، إلا أن معظم الجامعات في العاصمة والولايات تواجه عزوف الطلاب نتيجة تدهور الوضع الأمني والاقتصادي، وهو ما يجعل اللجوء إلى مصر وإثيوبيا والجزائر خيارًا أكثر أمانًا واستقرارًا.
دعم مصري مستمر
أكد وزير التعليم العالي المصري أيمن عاشور دعم القاهرة للطلاب السودانيين من خلال تسهيلات دراسية واستقبال الطلاب الراغبين في الدراسة على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، لتخفيف آثار الأزمة المستمرة في السودان وتوفير بيئة تعليمية بديلة.
تسليط الضوء على أزمة التعليم السودانية يبرز معاناة آلاف الطلاب وعائلاتهم، ويؤكد ضرورة الاستقرار السياسي والأمني لضمان مستقبل تعليمي مستدام، بينما تشكل الجامعات المصرية متنفسًا حيويًا لمن فقدوا مقاعدهم الجامعية في الداخل بسبب الحرب.