
موجة جديدة من الرعب تضرب الخرطوم بعد عودة عشرات الآلاف إليها، وسط انتشار مخيف للمليشيات المسلحة وغياب تام للدولة. التفاصيل الكاملة في تقرير “سودان لايف”.
متابعات – سودان لايف
أصيب المواطن بشير بكسر في يده بعد تعرضه لضرب مبرح في أحد ارتكازات المسلحين بمدينة أم درمان شمالي الخرطوم، في مشهد بات مألوفًا في العاصمة التي غدت مسرحًا لانتهاكات يومية ترتكبها مجموعات مسلحة ترتدي زيًا عسكريًا وأخرى مدنيًا، في ظل غياب واضح للدولة.
محرر سودان لايف تابع قصة بشير، الذي لم تكد تمر ثلاثة أسابيع على عودته حتى فوجئ بإهانة جسدية ونفسية، وأبلغ لاحقًا بمقتل صديقه “حامد نبيل” في حي الحتانة بعد مقاومته لمسلحين حاولوا سرقة هاتفه.
فوضى مسلحة تجتاح الخرطوم
تشير إفادات السكان إلى تكرار هذه الجرائم عشرات المرات يوميًا، في ظل تحكم فعلي من قبل المليشيات بالحياة اليومية في الخرطوم، التي أصبحت ساحة مفتوحة للصراع على السلطة والنفوذ.
المفارقة أن بعض هذه المجموعات ترتدي زي الجيش، فيما ينتمي جزء كبير منها إلى حركات دارفورية متحالفة مع الجيش أو إلى كتائب البراء – الذراع المسلح لتنظيم الإخوان، بحسب تقارير حقوقية.
هل فقدت الخرطوم الدولة؟
يرى الباحث محمد منصور أن ما يحدث في الخرطوم ليس مجرد فوضى، بل “تفكيك منظم لمفهوم الدولة”، مشيرًا إلى أن من يملك السلاح بات هو من يفرض القانون. وقال: “لم نعد بحاجة إلى إعلان رسمي لانهيار الدولة.. الواقع يتحدث عن نفسه”.
وفي المقابل، أصدرت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش بيانًا قالت فيه إن “جهات تنتحل صفتها وترتكب جرائم بهدف تشويه صورتها”، مؤكدة القبض على اثنين من المتورطين.
الخرطوم: مدينة تحكمها المليشيات
محرر سودان لايف تابع الموقف الأمني من أرض الحدث، ورصد تقارير عن دعوات لإخلاء الخرطوم من المجموعات المسلحة خلال أسبوعين، لكن النشطاء يشككون في قدرة الجهات الرسمية على تنفيذ القرار ما لم يشمل جميع الكيانات المسلحة، بما فيها درع الشمال، كتائب البناء المرصوص، البرق الخاطف، والفرقان.
الخرطوم “مدينة أشباح” بنظر المراقبين
وصف الباحث حسن عبد الرضي الخرطوم بأنها “لم تعد صالحة للحياة، بل أصبحت مختطفة”، وأضاف: “من عادوا لم يجدوا سوى شوارع مفخخة بالرعب، وأسواق منهوبة، وجثث لا تجد من يدفنها”.
وكان تقرير لخبراء أمميين قد حذر في وقت سابق من عودة المنظمات الإنسانية إلى الخرطوم قبل يناير 2026، معتبرين المدينة “غير آمنة على الإطلاق”.
العودة الكارثية
ورغم ذلك، عاد نحو 400 ألف نازح إلى الخرطوم خلال الأسابيع الماضية وفقًا لتقديرات منظمة الهجرة الدولية، لكنهم واجهوا أوضاعًا كارثية وانتهاكات مستمرة وسط غياب الخدمات وازدياد معدلات الجريمة.