
اندلاع معارك ضارية في بابنوسة بين الجيش السوداني والدعم السريع وسط تقارير عن حصار اللواء 89 مشاة وتفاقم النزوح.. التفاصيل عبر «سودان لايف».
متابعات – سودان لايف
اندلعت معارك عنيفة في بابنوسة بولاية غرب كردفان، الجمعة، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وسط معلومات مؤكدة عن محاصرة مقر اللواء 89 مشاة، أحد أبرز ألوية الجيش في الإقليم، في خطوة قد تفتح الباب لتقليص سيطرة الحكومة السودانية على مناطق غرب كردفان.
بابنوسة.. نقطة استراتيجية تحت النار
وأكدت مصادر ميدانية لـ «سودان لايف» أن الاشتباكات تصاعدت بشكل مكثف في مختلف أنحاء مدينة بابنوسة، مستخدمين الأسلحة الثقيلة والخفيفة، بعد حصار فرضه الدعم السريع منذ انسحابه من الخرطوم في مارس الماضي، وتحويل ثقل عملياته العسكرية إلى ولايات كردفان.
وتُعد بابنوسة محوراً مهماً في شبكة السكك الحديدية، ما يمنحها أهمية استراتيجية كبيرة، كونها تربط كردفان بغرب وشرق وشمال السودان.
تضارب الروايات حول السيطرة على بابنوسة
لم يصدر الجيش السوداني بياناً رسمياً حتى الآن، لكن صفحات مقربة منه نشرت مقاطع لجنود يقولون إنهم تصدوا لهجوم الدعم السريع، بينما بث الأخير تسجيلات تظهر قواته داخل مواقع دفاعية قرب مقر الفرقة 22 مشاة.
وتفيد مصادر عسكرية بأن الدعم السريع نجح في اختراق دفاعات اللواء 89 مشاة، ويحاول التقدم نحو الفرقة 22، في وقت كثف فيه الجيش غارات جوية عبر الطائرات المسيّرة.
تراجع متزايد للجيش في غرب كردفان
تأتي معركة بابنوسة ضمن سلسلة تقدم لقوات الدعم السريع التي سيطرت في أسابيع قليلة على مدن مثل الخوي والنهود وأم صميمة وكازقيل، مما سمح لها بتطويق مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، من عدة محاور حيوية.
وفي حال سقطت بابنوسة بالكامل، ستكون ضربة استراتيجية جديدة للجيش في الإقليم الذي يربط طرق الإمداد نحو دارفور.
أزمة إنسانية متفاقمة ونزوح جماعي
قال شهود عيان إن معظم السكان المدنيين فرّوا من المدينة بسبب القصف المتواصل والاشتباكات. وأكدت مصادر لـ «سودان لايف» أن الجيش السوداني يستعد لشن عملية عسكرية واسعة لاستعادة المواقع التي خسرها، وتأمين الطرق المؤدية إلى الفاشر التي تعيش حصاراً خانقاً.
وتشير تحليلات عسكرية إلى أن غرب كردفان بات اليوم مركز ثقل جديد في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، في ظل تراجع العمليات القتالية في الخرطوم.