أبرز المواضيعاخبار عالمية

“الحج لمن استطاع إليه سبيلاً”.. د. سهيل قاضي يُحذر: “التصريح” شرط أساسي.. ومن يخالف “لا حج له”!

مقال لـ"قاضي" بـ"المدينة" يدعو لـ"إزالة الأصنام من الأذهان" و"تعميق مفهوم الاستطاعة".. ويُشير إلى أن "الفقراء يبيعون ما لديهم" للحج!

مكة المكرمة – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”

في تحليل عميق يمس جوهر فريضة الحج، أكد الكاتب الصحفي الدكتور سهيل بن حسن قاضي أن الحصول على “تصريح الحج” من السلطات المختصة يدخل ضمن مفهوم الاستطاعة في الحج، والذي من دونه تسقط الفريضة. هذا التأكيد يأتي ليُوضح جانباً مهماً من الاستطاعة لا يقتصر على القدرة المالية والبدنية والذهنية فحسب، بل يمتد ليشمل الالتزام بالأنظمة المنظمة لشعيرة الحج، والتي وُجدت أساساً لضمان سلامة الحجيج.

محرر “سودان لايف نيوز“، الذي يتابع باهتمام بالغ كل ما يتعلق بفريضة الحج وتيسيرها على المسلمين، علم أن الدكتور قاضي حذّر بشدة من أن من لا يحرص على احترام تعليمات السلطات المسؤولة عن أداء الفريضة، فـ**”لا حجَّ له”**، مستشهداً بالآية الكريمة: “فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”. ويطالب قاضي علماء المسلمين ببذل المزيد من الجهد لإيضاح الوزر والإثم الذي يقع على عاتق الفرد الذي يخالف مفهوم الاستطاعة، ويتجاهل الأنظمة والتعليمات التي لم توجد أصلاً إلا لحماية الأفراد من التعرض للتهلكة. المعلومة المفيدة والواضحة هنا تكمن في اعتبار التصريح جزءًا لا يتجزأ من الاستطاعة الشرعية، وليس مجرد إجراء إداري.

"الحج لمن استطاع إليه سبيلاً"

“إزالة الأصنام من الأذهان”: دعوة لـ”فهم أعمق” للاستطاعة في الحج

وفي مقاله الذي حمل عنوان “الحج والاستطاعة.. نحو فهم أعمق” بصحيفة “المدينة”، يقول الدكتور قاضي: “إزالة الأصنام من الأذهان أمر مهم جداً، وعلينا أنْ نقتدي بسيد الأنام -عليه الصلاة والسلام- الذي حرص على إزالة ما في الأذهان، قبل أنْ يحطِّم الأصنام”. ويُعرب عن أسفه لما يراه اليوم من “سلوكيات البعض وفهمهم الخاطئ عن أركان الإسلام، وتحديداً الركن الخامس، حج بيت الله الحرام لمَن استطاع إليه سبيلاً”.

ويؤكد قاضي أن دور العلماء والمثقفين يستوجب “تعميق مفهوم الاستطاعة”، لكنه يلحظ أن “معظم الحجاج من الفقراء يبيعون ما لديهم لتحقيق الركن الخامس في الإسلام الذي أعفاهم من القيام به إلا للمستطيعين فقط”، وهي ظاهرة تُشير إلى فهم قد يكون قاصراً لمفهوم الاستطاعة الشرعية التي جاءت لتُيسر لا لتُعسر.

الفريضة تستلزم الاستطاعة بـ”مفهومها الشامل”: صحة، وعي، ونفقة

ويؤكد الدكتور قاضي أن الفريضة تستلزم الاستطاعة بمفهومها الشامل، ليس فقط المال. ويُشير إلى خبر سابق قرأه في صحيفة الأخبار المصرية عن تنظيم القوات المسلحة لحج أُسر المتوفين أثناء تنفيذ المهام، ويرى أنه “إن كان الأمر يتعلَّق بالأصحاء منهم، فلا بأس في ذلك، أمَّا المصابُون، وذوو العاهات، أو أصحاب الأمراض المزمنة، فلعلَّ من الأنسب تكريمهم بوسائل مختلفة وفق احتياجهم، لأنَّ هذه الفريضة تستلزم الاستطاعة بمفهومها الشامل، والنفقة الكافية إحدى وسائل الاستطاعة، وهناك الوعي الذهني الكامل، والقدرة البدنية، والتحصينات الصحيَّة”. هذا التوسع في مفهوم الاستطاعة ليشمل الجوانب الصحية والذهنية، يُعد دعوة لتطبيق مقاصد الشريعة التي ترفع الحرج.

 

الحج مكة 780x470 1

التصريح بالحج: “الوسيلة المهمة لأداء الفريضة” وحماية للأرواح

ويُشدد الدكتور قاضي على أن التصريح بالحج يدخل ضمن الاستطاعة، ويقول: “هناك أمر التصريح بالحجِّ الذي يُعد الوسيلة المهمة لأداء الفريضة، حتَّى لو توافرت وسائل الاستطاعة الأُخْرى؛ لأنَّه المنظِّم للترتيب البشري وحماية الأرواح، والحفاظ على المشعر الحرام من العبث، وهي مسؤوليَّة كل فرد منا ومن اختصاص الجهات ذات العلاقة”. ويُكرر تحذيره بأن “من لا يحرص على احترام التعليمات فلا حجَّ له، «فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ»”.

آخر أفواج الحجاج السودانيين يصلون جدة.. “حرس الحدود” السعودي يُتمم الاستقبال بـ”منظومة خدمات متكاملة”!

ويذكر أن وزارة الحج والعمرة أقامت قبل عدة سنوات ندوة كبرى عن الاستطاعة في الحج بمشاركة علماء مسلمين عمقوا فهم الاستطاعة، “حتى لا يتحمل المسلم ما لا يطيقه، وقد جاء العفو عن الحجِّ من ربِّ العالمين”. هذا التوضيح يؤكد أن الشريعة الإسلامية يسر لا عسر، وأن الالتزام بالأنظمة هو جزء من الاستطاعة الشرعية التي تحفظ النفس.

دعوة للعلماء: إيضاح “وزر المخالفة” وحماية الأفراد من “التهلكة”

وينهي الدكتور قاضي مقاله قائلاً: “يبقى على العلماء والمسلمين بذل المزيد من الجهد لإيضاح الوزر والإثم الذي يقع على عنق الفرد الذي يخالف مفهوم الاستطاعة، ويخالف الأنظمة والتعليمات التي لم توجد أصلاً إلا لحماية الأفراد من التعرض للتهلكة”. ويُهنئ من أكرمه الله بالعقل والحكمة، مؤكداً أنه “سوف ينال الثواب من ربِّ العباد”. ويختتم بعبارة “اللهم اجعله (حجاً ونجا)”، وهي عبارة يرددها الأهالي عندما يقترب موسم الحج تفاؤلاً بما هو قادم. هذا النداء للعماء يضع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في توجيه الأمة بما يضمن سلامتها الدينية والدنيوية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى