
سنار – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”
تُعاني ولاية سنار من تصاعد مقلق في حالات الاشتباه بالإصابة بوباء الكوليرا، حيث أعلنت وزارة الصحة بالولاية أن العدد التراكمي لهذه الحالات بلغ حتى مساء أمس 80 حالة. تتوزع هذه الحالات بواقع 76 في محلية سنار و4 في سنجة. ورغم تماثل 48 حالة للشفاء، لا تزال 26 حالة قيد العزل (25 في مركز سنار وحالة واحدة في سنجة)، بينما سجلت الولاية 6 حالات وفاة مرتبطة بالمرض، مما يثير مخاوف جدية حول تفشي الوباء.
محرر “سودان لايف نيوز“، الذي يتابع عن كثب الأوضاع الصحية المتدهورة في السودان، علم من محمد تاج الدين، مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة ومقرر اللجنة الفنية للطوارئ الصحية، أن الوزارة أرسلت 4 عينات للفحص إلى ولاية كسلا لتأكيد التشخيص. أكد تاج الدين أن الوضع الراهن يتطلب تضافر الجهود والعمل بروح الفريق، مشيراً إلى أن الكوليرا أصبحت “مشكلة متكررة” في ولاية سنار، وهو ما يعكس هشاشة الوضع الصحي والبنية التحتية. المعلومة المفيدة والواضحة هنا هي اعتراف المسؤول بتكرار الأزمة، مما يستدعي حلولاً جذرية لا مؤقتة. وكشف أن خطة متكاملة للطوارئ الصحية قيد التنفيذ، لافتاً إلى أن الوضع من ناحية الإمدادات مستقر نسبياً، لكنه يحتاج إلى مراجعة مستمرة للحفاظ على هذه الاستقرار الهش.
تنسيق الإدارات وجهود تعزيز صحة البيئة: استراتيجية المحاصرة
ترأس الدكتور علاء الدين حسن خليفة، المدير العام المناوب لوزارة الصحة بولاية سنار، اجتماع اللجنة الفنية للطوارئ الصحية. دعا خلاله الإدارات المعنية إلى التنسيق والعمل المشترك لمحاصرة تفشي المرض، مؤكداً أن الوزارة تتابع الموقف منذ تسجيل أول حالة. هذا التنسيق يعد حجر الزاوية في أي استجابة فعالة للأوبئة.
من جانبها، أوضحت فاطمة محمد عبد الحليم، مديرة الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية، أن فرق العمل وقفت على “مناطق الهشاشة” التي ظهرت فيها حالات الكوليرا. وأشارت إلى تنفيذ أنشطة مكثفة لتعزيز صحة البيئة شملت الرش الضبابي والرزازي، بالإضافة إلى توزيع مادة الكلور في مناطق الهشاشة ومصادر المياه، مؤكدة على أهمية استمرار هذه الأنشطة الوقائية التي تُعد خط الدفاع الأول ضد الوباء.
مراكز العزل والإمداد والدعم الدولي: تحديات وفرص
بدورها، أكدت الدكتورة مزاهر علي مصطفى أبو حاج، مديرة الطب العلاجي، أن مراكز العزل بحاجة إلى تدخلات إضافية لتعزيز قدرتها على استيعاب وعلاج الحالات. مشيرة إلى أن الأطباء يتبعون البروتوكولات المعتمدة، ولا توجد مشكلات في الكوادر الطبية أو توفر الأدوية حالياً، وهو ما يُعد نقطة إيجابية في ظل التحديات.
وفي ذات السياق، أكد مصطفى محمد عيسى، ممثل منظمة الصحة العالمية في ولاية سنار، أن المنظمة وفرت معينات خاصة بصحة وسلامة المياه، إلى جانب عدد من الجوانب الفنية الأخرى. أكد ممثل المنظمة على الدعم الكامل لوزارة الصحة في جهودها لمحاصرة الكوليرا، مما يبرز أهمية الشراكة الدولية في التغلب على مثل هذه الكوارث الصحية، ويُقدم بصيص أمل في ظل هذا الوضع العصيب.