
بورتسودان – رصد “سودان لايف”
في دفعة حيوية للجهود الإغاثية المتواصلة، وصلت ميناء بورتسودان شرق السودان، اليوم، شحنة ضخمة من المساعدات الأميركية يُتوقع أن تكفي احتياجات ثلاثة ملايين سوداني لمدة شهر كامل. هذه الشحنة تأتي في وقت حرج، حيث يعاني ملايين الأشخاص من انعدام الأمن الغذائي في أنحاء البلاد.
محرر موقع “سودان لايف“ علم أن هذه المساعدات المنقذة للحياة، وخاصة الغذاء والأدوية والمأوى، قد استُثنيت من قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية، مما يؤكد أولوية واشنطن لتخفيف المعاناة الإنسانية في السودان.
وأفاد مكتب الشؤون الإفريقية بالخارجية الأميركية، في تغريدة على منصة “X”، بـ “وصول 32,500 طن متري من القمح السائب ضمن برنامج المساعدات الأميركية والمخصص لبرنامج الأغذية العالمي إلى ميناء بورتسودان”. المعلومة المفيدة والواضحة هنا تكمن في أن هذا القمح وحده سيساهم في تلبية احتياجات المساعدات الغذائية لـ 3,255,000 سوداني لمدة شهر كامل، وهو ما يمثل دعمًا حيويًا ومباشرًا لملايين المتضررين.
الوضع الإنساني في السودان لا يزال كارثيًا؛ فـ 30.4 مليون سوداني – أي 64% من السكان – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام. وكانت الأمم المتحدة قد خططت لمساعدة قرابة 21 مليونًا منهم، قبل أن تضطر لتقليص العدد إلى 17.3 مليون شخص جراء نقص التمويل الحاد.
وتلقت خطة الاستجابة الإنسانية التي وضعتها الأمم المتحدة في مطلع هذا العام 555.2 مليون دولار فقط حتى 21 مايو الجاري، وهو ما يُعادل 13.3% من جملة المبلغ المطلوب البالغ 4.2 مليار دولار، مما يكشف عن فجوة تمويلية هائلة. وقد أكد مكتب الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن ستستمر في إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان.
في سياق متصل، تخشى وكالات الأمم المتحدة من صعوبة إيصال المساعدات إلى المحتاجين في معظم أنحاء السودان بعد هطول الأمطار الغزيرة اعتبارًا من أواخر يونيو. ولتجنب كارثة جديدة، تطالب هذه الوكالات بتوفير تمويل عاجل يُمكنها من تخزين المساعدات مسبقًا في المواقع المستهدفة قبل بدء موسم الأمطار. يُشار إلى أن الفترة من نهاية يونيو إلى نوفمبر تُعد من أقسى الفترات التي يتفاقم فيها انعدام الأمن الغذائي في السودان، حيث يُطلق عليها “موسم الجفاف” نظرًا لقلة الغذاء المتوفر خلالها.