الخرطوم – سودان لايف نيوز
مندوب السودان يتهم الإمارات بإمداد الدعم السريع بالسلاح الأمريكي
اتهم مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، دولة الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بأسلحة أمريكية، ما يشكل خرقًا لاتفاقية السلاح الثنائية بين واشنطن وأبو ظبي.
تصريحات أمام مجلس الأمن
خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت يوم الخميس لمناقشة الوضع في السودان، صرح إدريس بأن “الإمارات تستخدم سلاحًا أمريكيًا وتمنحه لمليشيا الدعم السريع لقتل الشعب السوداني”. وأشار إلى أن الكونغرس الأمريكي يدرس حاليًا إمكانية وقف تصدير الأسلحة إلى الإمارات بسبب هذه الاتهامات.
وطالب مندوب السودان مجلس الأمن بتسمية الإمارات بشكل رسمي، مستندًا إلى تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومؤسسات غربية مستقلة، إضافة إلى شهادات مقدمة أمام الكونغرس الأمريكي.
وأضاف إدريس: “لدينا جميع الوثائق التي تثبت دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، وقدمنا شكوى رسمية إلى مجلس الأمن”.
مزاعم الاسترقاق الجنسي في مناطق النزاع
جرائم حرب واستخدام العنف الجنسي
خلال الجلسة، أشار إدريس إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت العنف الجنسي كسلاح حرب، حيث قامت بإنشاء أسواق نخاسة وبيع الفتيات كجواري، ما يُعد جريمة حرب وفقًا للقوانين الدولية.
وكشفت وحدة مكافحة العنف الجنسي عن توثيق 1,138 حالة اغتصاب في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، حيث استُخدمت هذه الجرائم لإذلال المدنيين وإجبارهم على النزوح. كما سجلت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة 36 حالة اغتصاب مرتبطة بالاسترقاق الجنسي والاحتجاز القسري.
استهداف الأطفال والمراهقات
أوضح إدريس أن قوات الدعم السريع لجأت إلى العنف الجنسي في ولاية الجزيرة لإجبار الأسر على إرسال أبنائها للتجنيد القسري، بينما اضطرت بعض العائلات إلى تزويج فتيات دون سن الـ18 لعناصر المليشيا تحت تهديد السلاح.
ردود فعل دولية
إدانة أمريكية وأوروبية
أدانت القائمة بأعمال بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، دوروثي شيا، انتشار العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في السودان، ووصفت الاغتصاب والجرائم ضد الأطفال بأنها “غير مقبولة وبشعة”. كما وثقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) 221 حالة اغتصاب منذ بداية العام، بينها 16 حالة لأطفال أعمارهم أقل من 5 سنوات.
دعوات للمحاسبة الدولية
طالبت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بوقف تدفق الأسلحة إلى السودان، فيما دعا وكيل وزارة الخارجية البريطانية إلى تحرك دولي عاجل لمكافحة العنف الجنسي المنتشر في البلاد. كما اقترح ممثل فرنسا في الأمم المتحدة إنشاء آلية دولية لرصد تنفيذ اتفاق جدة الموقع في 2023، لضمان حماية المدنيين.
موقف الأمم المتحدة
أشارت رئيسة مجلس الأمن، ممثلة الدنمارك، إلى أن “الإفلات من العقاب” يغذي الفظائع في السودان، داعية إلى تفعيل آليات مساءلة دولية، مثل إحالة الوضع في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية.
خلاصة
يثير اتهام السودان للإمارات بتسليح الدعم السريع ردود فعل دولية قوية، في وقت تتزايد فيه الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن العنف الجنسي والانتهاكات ضد المدنيين. بينما يواجه السودان أزمة إنسانية متفاقمة، يبقى الضغط الدولي عاملاً رئيسيًا في تحديد مسار الأحداث القادمة.
