أبرز المواضيعمنوعات وفنون

“الدكتور” أقرب إلى الغناء الشعبي .. و ارتباك”لولي” أضعف أدائها و “شكر الله” يجسد مدرسة (النعيم بورتسودان).. اغاني واغاني الحلقة (٧) .

تحليل : كمال الزين

اغاني واغاني الحلقة (٧) .

الضمائر و إستخداماتها في الغناء السوداني ، كانت محور الحلقة السابعة من حلقات هذا الموسم ، و التي كان للضميرين ( إنتا و أنا ) نصيب الأسد في إستخدامات شعراءنا الأفذاذ منذ عصر الحقيبة و حتى عصر الغناء الحديث ، عصر إبراهيم الكاشف و ما تلاه ، و هنا لا أدري كيف فات على الأستاذ السر قدور و طاقم أعداده أن أشهر من قام بإستخدام الضمائر في تاريخ الغناء السوداني هو الفنان الراحل هاشم ميرغني الذي جمع بين الضميرين في مطلع أغنية واحدة حين غنى ( إنتي و أنا ) .

الفنان الشاب حسين الصادق لم يكن موفقاً في الغناء لعثمان الشفيع ، فليس كل من يمتلك صوتاً جميلاً يستطيع غناء كل ألوان و ضروب الغناء خاصة و أن حسين الصادق يبدو أقرب إلى ضرب الغناء الشعبي و يبرع فيه لتناسبه مع إمكانياته و تجاربه .

هنالك الكثير من الفنانين الذين رددوا أغنيات عثمان الشفيع ( عبدالكريم الكابلي ، خوجلي عثمان ، زيدان إبراهيم ، عبدالمنعم الخالدي ، علي إبراهيم اللحو ) و ليس صدفة أن لا يكون من بينهم فنان شعبي واحد ، الاستثناء الوحيد كان هو الفنان كمال ترباس في ثنائية شهيرة مع الفنان الراحل خوجلي عثمان ، و الفنان الناجح هو الذي يستطيع توظيف قدراته و معرفة ما يناسب إمكانياته لذلك فشل حسين الصادق و لم يستطع تقديم أغنية ( رب الشعور ) بمستوى يتناسب مع ما قدمه من أغنيات تميل إلى اللونية التي نصطلح على تسميتها غتاءً شعبياً ، ( رب الشعور ) من كلمات الشاعر العظيم محمد عوض الكريم القرشي و ألحان الفنان الكبير الراحل عثمان الشفيع كانت مشاركة باهتة للفنان حسين الصادق هذا الموسم .

و الذي لا يمكننا تجاهله هنا هو المجهود الرائع الذي قامت به الفرقة الموسيقية التي إستطاعت تقديم ما يشبه الوصلة الموسيقية المنفردة رغم مصاحبتهم للفنان حسين الصادق ، الذي يبدو أنه بحاجة إلى مستشار فني متخصص يساعده على إختيار ما يتناسب و لونيته و طبقات صوته .

( ليك مدة ما بنتا ) من كلمات الشاعر الكبير عبدالرحمن الريح و هي إحدى روائع الأب الشرعي و الرائد الأول لفن الغناء الشعبي الفنان الكبير محمد أحمد عوض .

تغنت بها الفنانة ( لولي محمد ) في تجربتها الأولى و ظهورها الأول ، و هي من الأصوات الشابة المتميزة ، إلا أن أداءها شابه قصوراً لافتاً لعاملين هامين ، أولهما يعود إلى أرتباكها و خوفها و تلك الرعشة التي لا تخفى بصوتها و أيديها و هو شيء طبيعي في إطلالة أولى لفنانة شابة على ملايين المشاهدين تحتاج إلى شيء من الثقة بالنفس حتى تستطيع تقديم كل ما لديها ، إلا أن العامل الثاني الذي كان أكثر تأثيراً هو عامل فني يتعلق بإشكالية في الصوت و الإخراج لم يبرأ منه البرنامج لمواسم عديدة ، رغم طول خبرة المخرجين مجدي عوض صديق و أيمن بخيت ، إمتدت هذه الاخطاء المعيبة لتشمل حتى الديكور و التصوير ، رغم ضخامة ميزانية الإنتاج و تزاحم الرعاة .

( شكر الله عزالدين ) و هو ينتمي إلى مدرسة الفنان المعتزل ( النعيم بورسودان) الذي إستلف الكثيرون غير شكرالله صوته و أداءه و أستطاعوا شق طريقهم الخاص بعد أن طوروا ذواتهم دون أن يتذكره أحد .

تغنى شكرالله عزالدين برائعة الفنان الراحل أحمد الجابري ( الشغل بالي ) و هي من كلمات و ألحان الراحل المقيم عوض جبريل .

الفنان الكبير عبدالعزيز محمد داوود و الشاعر الطاهر محمد عثمان جمع بينهما عمل فني خالد كلمةً و لحناً ، ( أنا من شجوني )التي تغنت بها الفنانة ( إنصاف فتحي ) ، و الفنانة ( إنصاف فتحي) من المغنيات صاحبات الأداء المتمكن الذي لا يتأرجح بين الإجادة و الإخفاق و يتفق حولها السميعة و النقادون .

( فتنة ) …. من كلمات الشاعر الفذ سيد عبدالعزيز و من ألحان إبراهيم الكاشف ، و حين يجتمع سيد عبدالعزيز و إبراهيم الكاشف ، تجتمع عبقرية الكلمة و اللحن .
تغنى بها الفنان الشاب مهاب عثمان و كان أداءه صراخياً مستلفاً صوت و طريقة و أسلوب غناء جمال فرفور ، و على الفنان الشاب مهاب عثمان محاولة التحرر من هذا الأسلوب و العمل و الاجتهاد على تكوين شخصية فنية خاصة و هو ليس بالأمر الشاق فهو يمتلك الموهبة اللازمة و الأدوات الكافية .

في ختام الحلقة قدمت الفنانة الشابة ( لينا قاسم ) مقطعاً من أغنية ( أنا بحبك يا مهذب ) و هي العمل الذي جمع بين الفنانة عشة موسى ( الفلاتية ) و الشاعر علي محمود التنقاري في خمسينيات القرن الماضي .
و الفنانة ( لينا قاسم ) صوت متمكن و أداء رائع و موهبة ينتظرها مستقبل كبير في عالم الغناء إذا عملت على نفسها بشيء من الجدية و الاحترافية .

غداً إن شاء الله نلتقي ،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى