أبرز المواضيعأخر الأخبار

العطش يهدد أكبر مشروع زراعي بالسودان

مزارعون يقلصون المساحات المزروعة ومعالجات شعبية تنقذ آلاف الأفدنة

متابعات – سودان لايف نيوز
كشفت جولة ميدانية أجرتها منصة “دارفور24” في عدد من أقسام مشروع الجزيرة وسط السودان عن تدمير وانسداد واسع في قنوات الري، نتيجة التخريب والعمليات الحربية خلال فترة الحرب، ما تسبب في عطش مساحات كبيرة من المشروع الذي يُعد أكبر مشروع زراعي في البلاد.

وبحسب محرر سودان لايف نيوز، فإن مشروع الجزيرة يمتد على مساحة تُقدّر بنحو مليوني فدان، موزعة على 18 قسماً وتحت إدارة 114 مكتباً زراعياً، إلا أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للري أثرت بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي.

ورصدت الجولة معاناة كبيرة للمزارعين في قسم ود حبوبة شمال الجزيرة، حيث يلجأ كثيرون إلى فتح قنوات الري يدوياً، وهي عملية تستغرق وقتاً طويلاً قبل وصول المياه إلى الأراضي المزروعة، فيما اضطر آخرون لفتح مسارات غير قانونية للمياه تُعرف محلياً بـ“الناكوسي”. كما استعان بعض المزارعين، ممن يملكون قدرة مالية، بعمالة لتنظيف القنوات باستخدام أدوات تقليدية مقابل 8 آلاف جنيه للعامل في اليوم.

واضطر عدد من المزارعين إلى تقليص المساحات المزروعة خوفاً من خسارة المحاصيل بسبب العطش، بينما اتجه معظمهم إلى زراعة محاصيل عدسية مثل العدس والكبكبي في مساحات محدودة تركز على الاكتفاء الذاتي.

وأفاد مزارعون بأن غياب الصيانة وتراكم الحشائش، إلى جانب نمو أشجار السنط داخل المشروع، فاقم من أزمة الري، في ظل شكاوى متكررة من غياب إدارة المشروع خلال الفترة الماضية.

وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة الري، ضو البيت عبد الرحمن، إن الوزارة نفذت أعمال صيانة شملت إصلاح 1500 كسر خلال ستة أشهر، مشيراً إلى أن انقطاع الكهرباء يمثل عائقاً رئيسياً أمام عودة النشاط لعدد من المشاريع الزراعية.

وبشأن إدارة الري، أوضح أن السلطات قررت مجدداً إسناد إدارة الري لمشروع الجزيرة، بما يشمل تسليم الآليات والعمليات الفنية وإيرادات تحصيل مياه الري، على أن تكتفي وزارة الري بضخ المياه من الخزانات إلى ترعتي الجزيرة والمناقل.

ولمواجهة أزمة العطش، لجأت بعض قرى جنوب الجزيرة إلى تفعيل النفير الشعبي، حيث أفاد مزارعون بتنفيذ قنوات ري انسيابية أسهمت في إنقاذ نحو 20 ألف فدان من العطش، بتمويل مشترك من القرى المستفيدة.

من جهته، قال المتحدث باسم تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، عابدين برقاوي، إن شح التمويل أدى إلى عزوف عدد كبير من المزارعين، محذراً من أن المعالجات الفردية غير المنظمة قد تتسبب في أضرار إضافية، وداعياً إدارة المشروع إلى التعامل مع الأزمة بصورة شاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى